في زحام الأعوام يمضي العام تلو الآخر، وفي كل عام حقائق وأحلام.. خلال الأيام الماضية حل علينا عيد رمضان المبارك، العيد السعيد، وقد لبسنا الثوب الجديد، وعشنا أيامه ولياليه في قمة السعادة، كنا نلتقي بالقريب والحبيب، وتصبح أنفسنا طاهرة والابتسامة لا تفارق شفاهنا، نبحث عن اليتيم ونعيش معه ونحضنه بين جنباتنا، نصل الرحم ونقرب البعيد، وفوق هذا كله نسامح الجميع، فنصبح في أحلى وأبهى صورة في يوم العيد. والابتسامة لا تفارق شفاهنا نبتسم للقريب والبعيد أنفسنا طاهرة ومباركة، ولكن ما إن تمضي أيام العيد ولياليه الجميلة معلنة الوداع، حتى نعود بعد ذلك إلى ما كنا عليه قبل العيد، نقوم بالركض والجري وراء مشاغل الحياة، نحاول اختصار المسافات ولا وقت لدينا لا نسلم ولا نكلم أحداً غافلين عن الكل.. نسمع بعصر السرعة ونطبقه على غير مفهومه الصحيح.. لا نلقي لليتم بالا وننسى القريب والحبيب، بل ننسى أنفسنا قبلهم في زحمة الحياة ومشاغلها، واللهث وراءها. السؤال المهم هنا: لماذا البعض منا يتغير بعد العيد؟ لماذا لا نستمر على وضعنا الطيب، كما هو الحال في العيد ونتواصل مع بعضنا، ونعطي أنفسنا راحة نتأمل ونفكر بما هو جديد ومفيد، يصب في مصلحة الفرد وقبله المجتمع بأكمله؟. لا أستطيع أن أقول إلا: يا ليت اليوم عيد وغدا عيد وبعده عيد، وإن كان بعضنا هذا ديدنه على مدار العام فلا عجب في ذلك، فالمسلم الصادق الصدوق كل يوم جديد لديه عيد، وما أسعده في ذلك، فهذا هو العيد الحقيقي. وفي الختام بقيت أيامنا - بإذن الله - دائما أعيادا وأفراحا وسعادة على الجميع. ودمتم سالمين.