سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة - سلمه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... وبعد اطلعت على ما نشر عبر صفحات الجزيرة عن أفراح العيد السعيد لهذا العام 1434ه، وهذا ديدن صحيفة الجزيرة مع المناسبات فهي دائماً في قلب الحدث، وقد تكرّرت عبارة عيد بأية حال عدت يا عيد، حيث تم تداولها بين الناس في مجالسهم العامة، حيث وجدتهم يستمتعون بترديد تلك العبارة كثيراً، كما أني أجدها تتكرر مع حلول «العيد السعيد»، وتفاعلاً مع ذلك أقول: في زحام الأعوام يمضي العام بعد العام وفي كل عام حقائق وأحلام، ويحل علينا العيد السعيد ونلبس الثوب الجديد ونعيش أيامه ولياليه في قمة السعادة، نلتقي بالقريب والحبيب، وتصبح أنفسنا طاهرة والابتسامة لا تفارق شفاهنا، نبحث عن اليتيم ونعطف عليه ونعيش معه، بل نحضنه بين جنباتنا نذرف الدموع ونتحسّر على ما مضى، نصل الرحم ونقرِّب البعيد، ونقوم بإجراء المكالمات ونرسل الرسائل الجيّاشة الشجيّة، وفوق هذا كله نسامح الجميع فنصبح في أبهى وأحلى صورة، وذلك في يوم العيد، ولكن هيهات ما إن تمضي أيام العيد ولياليه الجميلة معلنة الوداع والرحيل، للأسف إلا وترحل معها تلك الأفعال الطيبة وسرعان ما نعود إلى ما كنا عليه قبل العيد، نقوم بالركض والجري وراء مشاغل الحياة، نحاول اختصار المسافات ولا وقت لدينا نسمع بعصر السرعة نطبقه على غير مفهومه الصحيح، لا نلقي لليتيم بالاً وننسى القريب والحبيب، بل قبل ذلك ننسى أنفسنا في زحمة الحياة مشاغلها واللهث وراءها. السؤال المهم الذي يجب على كل مسلم أن يسأله لنفسه: لماذا التغيُّر بعد العيد؟! لا أستطيع أن أقول إلاّ يا ليت اليوم عيد وغداً عيد وكل أيام العام عيد، لتزيِّن الابتسامة شفاهنا دائماً، وإن كان البعض هذا ديدنه على مدار السنة فلا عجب في ذلك، فالمسلم كل يوم جديد لديه عيد وما أسعده في ذلك فهذا هو العيد الحقيقي. وكل عام وأنتم بخير. محمد عبد الرحمن القبع الحربي - إعلامي - بريدة