يبحث صانع الألعاب المخضرم محمد أبو تريكة (33 عاما)، عن وضع تجربته الكروية الغنية في خدمة منتخب مصر الأولمبي لكرة القدم في أولمبياد لندن الذي ينطلق يوم الجمعة المقبل، وسيكون لاعب وسط الأهلي، أحد 3 لاعبين فوق 23 عاما مع منتخب الفراعنة إلى جانب زميليه في الفريق، أحمد فتحي وعماد متعب. وخلافا للعادة سيحمل "زيدان العرب" الرقم 5 بدلا من 22، تكريما للفرنسي زين الدين زيدان بطل العالم 1998، الذي يعتبره أبو تريكة قدوة له. ووقعت مصر في مجموعة تضم البرازيل، أحد أبرز المرشحين لخطف اللقب، وستواجهها في الجولة الأولى على ملعب "ميلينيوم" في كارديف الخميس المقبل (تنطلق مسابقة كرة القدم قبل يوم واحد من حفل الافتتاح)، ثم تواجه نيوزيلندا في مانشستر (29 الحالي) وبيلاروسيا في جلاسكو (في الأول أغسطس). وكان أبو تريكة، أحد أعظم اللاعبين الأفارقة الذين لم يحترفوا في الملاعب الأوروبية، مترددا لحمل ألوان المنتخب الأولمبي، معتبرا أنه لا يريد احتلال مكان أحد اللاعبين تحت 23 عاما، بيد أن المدرب هاني رمزي أقنع خريج كلية الآداب بأن بلاده تحتاج إلى خدماته. أبو تريكة صاحب الجسم الرشيق متزوج وله 3 أولاد، ولا يحبذ مناقشة الإنجازات التي يحققها، لكنه عاش موسما مميزا عام 2006، بداية من ترجمته ركلة ترجيح منحت مصر لقب كأس أمم أفريقيا على حساب ساحل العاج، وقيادته للأهلي إلى لقبه الأفريقي الخامس بفوز دراماتيكي إيابا على الصفاقسي التونسي (1/صفر) بعد أن كان قد سجل هدف فريقه ذهابا (1/1)، تلا ذلك مشاركته في كأس العالم للأندية والحلول في المركز الثالث. كما أن هدفه المتأخر في مرمى الكاميرون منح مصر لقب كأس أمم أفريقيا 2008 للمرة السادسة عندما أحرز جائزة ثاني أفضل لاعب أفريقي خلف التوجولي إيمانويل أديبايور. يملك أبو تريكة آراء سياسية متشددة، فنال بطاقة صفراء لخلعه قميصه بعد التسجيل في مرمى السودان خلال كأس أفريقيا 2008، ليظهر قميصا كتب عليه "تعاطفا مع غزة"، تضامن معه كثيرون خلال الحصار الإسرائيلي على غزة، وحمل شبان لافتات كتب عليها "فلسطين تحب أبو تريكة" و"أبو تريكة هو قدوتي" و"أبو تريكة هو مثال الحرية والكرامة". يدعم أبو تريكة حملات لمكافحة الفقر والمجاعة، وقد أثار غضب إداريي الترسانة منذ سنوات حول راتبه..حيث كان سيوقع هو وزميل له عقدا جديدا، لكن لاعب الوسط اكتشف أن صفقته أغلى بكثير، فرفض العرض وأجبر النادي على منحه راتبا يساوي راتب اللاعب الأقل منه موهبة.