استثمرت المملكة مواسم "الخير والعطاء" في إطلاق مبادرات جديدة تهدف إلى رسم خطوات متسارعة للعالم الإسلامي في ظل ما يواجهه من مخاطر محدقة وتحديات الفتن الطائفية والتجزئة. وكانت آخر قمة إسلامية استضافتها مكةالمكرمة في العام 2005، وذلك بعد 4 أشهر من تسلم خادم الحرمين مقاليد الحكم في المملكة، وارتبطت كلمات الملك عبدالله بن عبدالعزيز في القمم الإسلامية السابقة برسم ملامح مستقبلية للعالم الإسلامي، فيما من المنتظر أن تشهد القمة المقبلة المقرر إقامتها يوم 26 27/9/1433 الخروج برؤية واضحة من أجل التماسك الإسلامي. وكان من المفترض أن تشهد مدينة شرم الشيخ المصرية انعقاد القمة الإسلامية فيها، غير أن التوترات التي شهدتها منذ ثورة 25 يناير 2011 دفعت بالمسؤولين المصريين للاعتذار عن استضافة القمة في ذلك الوقت، قبل أن تعلن المملكة استضافتها للقمة الإسلامية المقبلة. وستبقى كلمات خادم الحرمين الشريفين حاضرة في القمة المقبلة، إذ أكد بأن استجابة العالم الإسلامي لحضور القمة الماضية دليل واضح على أن في أعماق الأمّة رغبة فعلية في التغيير إلى الأفضل، وعزماً صادقاً على إنهاء أوضاع التخلف. ولفت خادم الحرمين إلى أن الرياض تستشعر ببالغ الأسى والحزن كيف انحدرت هذه الحضارة الإسلامية من مراقي العّز إلى سفوح الهوان، وقال الملك عبدالله حينها "بأن العالم الإسلامي يوشك أن يودّع عهد الفرقة والشتات والضعف ونستقبل عهداً جديداً من الوحدة والقوة والعزة". وأضاف "أتطلع إلى أمة إسلامية موحّدة، وأتطلع إلى حكم مسلم رشيد يقضي على الظلم والقهر، وأتطلع إلى تنمية مسلمة شاملة تقضي على العوز والفقر، وأتطلع إلى انتشار وسطية سمحة تمثل سماحة الإسلام، وأتطلع إلى مخترعين مسلمين، وصناعيين مسلمين، وتقنية مسلمة متقدمة". وتأتي تلك الدعوة في ظل إيمان الرياض التام بأن العالم الإسلامي يحتاج فيه إلى وحدة الصف والكلمة، ومن المؤمل أن تحقق القمة الاستثنائية المقبلة طموحات الأمة الإسلامية لما فيه خدمة الإسلام والمسلمين، ووحدة الصف والكلمة.