مع اتساع رقعة المعارك في سورية، تتضاعف مخاوف المجتمع الدولي حيال الأسلحة الكيميائية التي يقال إن نظام الأسد جمعها بكميات كبيرة. وتعززت هذه المخاوف مع تحذير أطلقه السفير المنشق نواف الفارس الاثنين الماضي. فقد أعرب عن قناعته أن الأسد مستعد لاستخدام ترسانته الكيميائية إذا باتت أيامه في الحكم معدودة. وقبل أيام نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن تقارير استخباراتية معلومات عن عملية محتملة لنقل هذه الأسلحة، بأي هدف؟ هل لاستخدامها ضد الثوار والمدنيين، أم لحمايتها لئلا تقع بين يدي جماعات مسلحة أو دول أجنبية؟ ويرد الخبراء على هذه التساؤلات بالدعوة إلى الحذر. وصرح دبلوماسي غربي أن "المعلومات المتوافرة ضئيلة وبعضها متناقض". وقال دانيال بايمان الخبير في مؤسسة بروكينغز في واشنطن "لا نعلم شيئا عن نوايا النظام". كما لا تتوافر بيانات عامة على الإطلاق حول الترسانة السورية؛ لأن دمشق ليست عضوا في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية. ويبدي الإسرائيليون أكبر قدر من القلق. وقال مساعد رئيس الأركان الجنرال يائير نافيه، إن البرنامج السوري "متطور إلى حد كبير"، مضيفا إنه يضم منتجات تقليدية على غرار غاز الخردل، الذي استخدم بشكل كبير في الحرب العالمية الأولى، وكذلك غاز السارين، وغاز الأعصاب في.اكس، القاتل. وبدأت دمشق في تطوير هذا البرنامج في السبعينات والثمانينات بمساعدة الاتحاد السوفيتي؛ لتعزيز قدراتها الرادعة بمواجهة إسرائيل. ولاحقا استفاد النظام السوري من مساعدة إيران أحد حلفائه الأساسيين "لبناء مراكز إنتاج"، والتزود بالمواد بحسب تقرير لمركز الدراسات الإستراتيجية والدولية لعام 2008. وأشارت دراسة أخرى لمركز الدراسات حول عدم الانتشار، إلى امتلاك سورية ما لا يقل عن أربعة أو خمسة معامل للأسلحة الكيميائية قرب دمشق وحلب وفي حماة. ولفت الخبراء إلى تنظيم مناورات في مطلع يوليو تشمل تمارين على إطلاق صواريخ سكود واس اس-21 قادرة على حمل أسلحة كيميائية. واعتبر بايمان أن "استخدام تلك الأسلحة سيشكل مجازفة هائلة" للنظام. "لذلك فإن الرأي السائد أنه لن يفعل إلا كملاذ أخير".