كشفت منظمة «هيومن رايس ووتش» عن رصدها مقطعي فيديو التقطهما ناشط سوري، على ما يبدو، تظهران استخدام قوات النظام السوري القنابل العنقودية المحظورة دوليًا. وأوضحت المنظمة أنه في حال صحة مقاطع الفيديو التي تمّ تحميلها بتاريخ 10 يوليو الجاري والتي تصوّر قنابل عنقودية وذخائر عنقودية صغيرة، فإن هذا يعتبر أول استخدام موثق لهذه الأسلحة شديدة الخطورة من قبل القوات المسلحة السورية في حملتها ضد معارضي النظام. وأشارت إلى أنه تمّ العثور على الذخائر العنقودية الصغيرة وقنبلة عنقودية، «سوفيتية» الصنع، في جبل شحشبو وهي منطقة جبلية قريبة من حماة. وقال ناشط من المنطقة للمنظمة إن المكان الذي تمّ العثور فيه على بقايا الذخائر العنقودية تعرّض لقصف مطوّل من القوات السورية على مدار الأسبوعين الماضيين. ونقلت المنظمة عن خبراء أسلحة أنه لا يمكن إطلاق القنابل العنقودية من الطراز الذي تمّ العثور عليه إلا بواسطة طائرة حربية وليس مروحية، نظرًا لحجمها الكبير ونظرًا للسرعة المطلوبة للطائرة التي تطلقها حتى تنتشر ذخائرها العنقودية الصغيرة بالشكل الصحيح لدى الإطلاق. وذكرت المنظمة أن سوريا ليست من بين الدول الموقعة على اتفاقية حظر الذخائر العنقودية. استشهاد 23 مواطنًا في اللاذقية وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن مسلحين موالين للنظام السوري وعناصر من الأمن أطلقوا الرصاص على سيارات كانت تسير على طريق جسر الشغور - اللاذقية قرب قرية خان الجوز، بمحافظة اللاذقية شمال غرب سوريا. وقال المرصد في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه إن «معلومات وردت عن استشهاد 23 مواطنًا». وأوضح المرصد أنه وثق «أسماء سبعة من هولاء القتلى». وكان المرصد أفاد في وقت سابق امس بأن عددًا من البلدات السورية يتعرّض لقصف من قبل القوات السورية. وذكر أن بلدتي الحراك وبصرى الشام بمحافظة درعا جنوب سوريا تعرضتا لقصف من قبل القوات النظامية السورية بعد منتصف ليل الاربعاء/ الخميس، ولم ترد تقارير عن سقوط ضحايا. كما تعرّض حي جورة الشياح بمحافظة حمص وسط سوريا للقصف من قبل القوات النظامية السورية منذ فجر امس، وكذلك مدينة الرستن، حيث استخدمت القوات النظامية المروحيات. وأضاف المرصد إن عددًا من عناصر القوات النظامية في محافظة ريف دمشق قتل وجرح إثر استهداف حواجز في بلدة جديدة عرطوز من قبل مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة فجر امس الخميس. إطلاق قذائف مورتر في العاصمة السورية للمرة الأولى من ناحية ثانية قال ناشطون ان قوات الامن السورية اطلقت قذائف مورتر على منطقة عند مشارف العاصمة السورية دمشق امس الخميس وبعدها تحرّك مئات الجنود خلف الدبابات لمداهمة أحياء للمعارضة وطرد مقاتلين معارضين منها. وذكروا ان هذه هي أول مرة تتعرّض فيها منطقة بدمشق للقصف خلال الانتفاضة المندلعة منذ 16 شهرًا ضد الرئيس السوري بشار الاسد. وأظهر فيديو التقطه مؤيدو المعارضة دخانًا كثيفًا يتصاعد من وسط الاشجار والمباني. ولم ترد على الفور تقارير عن سقوط قتلى او جرحى. وقال ناشط اسمه بسام عبر سكايب: المداهمات بدأت الآن في المنطقة. هذه خطيرة جدًا على السكان. عليهم ان يختبئوا ويستحيل ان يتحركوا. رأينا ست عربات مدرعة تمرّ من اللوان ودباباتين تسلكان اتجاهًا آخر ومن وراء ذلك ثلاث شاحنات مليئة بالجنود في طريقها الى جهة اخرى. بالقطع هناك مئات الجنود. وقال ناشطون في حي كفر سوسة في دمشق ان قوات الاسد تطلق قذائف المورتر على حقول عند مشارف المدينة في محاولة فيما يبدو لإجبار مقاتلي المعارضة المختبئين هناك على الخروج. وذكر نشطون ان الدبابات دخلت وانها تطلق قذائفها من عند جامع الهادي الى الشرق من الحقول ومن مطار المزة العسكري الى الغرب مباشرة. وقال حازم العقاد وهو نشط معارض: استيقظت هذا الصباح ورأيت طائرات هليكوبتر تحلق فوق المنطقة. ثم بدأت اسمع قذائف مورتر. سقطت ست او سبع خلال نصف الساعة الماضية. وسمعت للتو واحدة اخرى تسقط الآن. يمكننا رؤية النيران والدخان يتصاعد من حقل قريب. وقال لرويترز من خلال سكايب: الناس مذعورون. الاسر تركب سياراتها وتنطلق بأسرع ما يمكنها الى مناطق اخرى. نحو 200 شخص في منطقتي رحلوا حتى الآن. وقال نشط آخر لرويترز: هذه منطقة زراعية بها اشجار زيتون. انها منطقة فقيرة شهدت احتجاجات كثيرة. ومضى يقول: انهم يعتقدون ان مقاتلي المعارضة يختبئون في الحقول ويبدو انهم بدأوا شن هجوم. هذه هي المرة الاولى التي يحدث فيها قصف في منطقة داخل العاصمة. الاغتصاب والاعتداء سلاحان رئيسيان في الحرب السورية وفي واشنطن قالت جماعة حقوقية ان القوات الحكومية في سوريا تستهدف النساء بالاغتصاب والاعتداء مع استمرار تصاعد الصراع بين الرئيس بشار الاسد وقوات المعارضة. وقالت منظمة (نساء تحت الحصار) انها وثقت 81 حالة اعتداء جنسي في سوريا منذ بدء المظاهرات المناهضة للحكومة في مارس 2011، وحدث أغلبها في معقل مقاتلي المعارضة بحمص التي كثيرًا ما تستهدفها القوات الحكومية. وقالت لورين وولف مديرة الجماعة ان من الواضح من التقارير التي تمّ جمعها عبر جماعات حقوق الانسان التي ترصد الاوضاع هناك وأقوال الشهود ووسائل الاعلام إن السوريات يتعرضن لاغتصاب جماعي أو الاعتداء كتكتيك حربي. وقالت وولف لرويترز في مقابلة: من السهل التوصّل الى نتيجة مفادها أن الاوضاع تدهورت حقًا الى حالة شبه حيوانية.. انهم يعاملون المرأة حقًا بصورة لا آدمية. انها ساحة معركة أخرى تدور فيها الحرب. وقالت وولف انه في حين لا يوجد دليل على أن الحكومة أمرت أفراد الشبيحة بالاعتداء على النساء أو اغتصابهن فان نحو 67 في المائة من الحالات الموثقة نفذها أفراد من القوات الحكومية أو الشبيحة. وتابعت أن هناك أدلة أيضًا من التقارير على أن الضحايا المستهدفات هن من أقارب أعضاء في الجيش السوري الحر المعارض ومن المرجح أن يكون استهدافهن بهدف معاقبة مقاتلي المعارضة. وقالت وولف: سمعنا تقارير عن جنود يدخلون منزلًا أو قوات من الشبيحة تدخل منزلًا وتبحث عن رجل في الاسرة من المفترض ان يكون عضوًا في قوات المعارضة ثم يغتصبون أمامه المرأة. وقالت وولف انه لم ترد لجماعتها تقارير عن أعضاء من الجيش السوري الحر يهاجمون النساء لكن ليس بوسعها أن تؤكد أن مقاتلي المعارضة لم ينخرطوا هم أيضًا في اعتداءات جنسية لان الكثير من الهجمات لا يبلغ عنها. ولم يتسن لواضعي التقرير التحقق من جهة مستقلة من أغلب الحالات أو احصاء العدد الاجمالي للضحايا نظرًا لأن التقارير تتحدث عن مهاجمة قرى دون تقديم السياق الذي تمّ فيه ذلك وعدد الضحايا. وعلى الرغم من عدم القدرة على التوصل الى أرقام بعينها قالت وولف ان نتائج الفريق ما زالت دقيقة على الاقل من ناحية سرد الوقائع بسبب تقارير الطرف الثالث التي تخرج من سوريا. وقتل 20 في المائة على الاقل من النساء اللاتي شملتهن التقارير بعد الاعتداء وهو أسلوب كثيرًا ما يستخدم في مناطق الازمات لإظهار السيطرة الكاملة على العدو. وقالت وولف استغلال جسد المرأة ثم التخلص منه هو الوحشية الكاملة.