بينما لم يمض إلا أقل من شهر فقط على وفاة طفلين سعوديين في حريق منزلي بقرية الظهرة بمحافظة العيدابي بمنطقة جازان، حتى عادت أجواء الحزن لتظلل رب الأسرة المكلوم الذي جاهد طوال الفترة الماضية من أجل علاج زوجته التي تدهورت صحتها بسبب إصابتها في الحادث بحروق متفرقة في جسدها تجاوزت نسبتها 35%. الزوج جمعان الغزواني تحدث إلى "الوطن" عن مأساته وقال: إن خطأ في تسجيل العمر الصحيح لزوجته وأم طفليه اللذين قضيا في الحريق، تسبب في تأخير قبول علاجها في المستشفيات المتخصصة خارج منطقة جازان. وأوضح الغزواني أنه تم تسجيل عمر زوجته في التقرير الطبي الصادر من مستشفى الملك فهد في جازان ب (28 يوما)، بدلاً عن (28 سنة)، وهو ما أدى بحسب الزوج المكلوم إلى تعثر استفادتها من الموافقة الصادرة بعلاجها في أحد المستشفيات المتقدمة خارج المنطقة. وبين الغزواني بأنه تقدم بطلب إلى مرجعه العسكري من أجل السماح بتحويل زوجته إلى مستشفى القوات المسلحة بالرياض، وبعد أسابيع أشعروه بأنه تمت الموافقة من قبل الاستشاري في المستشفى باستقبال الحالة للعلاج في قسم الأطفال، بناء على التقرير الصادر من مستشفى الملك فهد المركزي في جازان، والذي سجل عمر زوجته (28 يوماً) بدلاً من (28 سنة)، في حين أن عدة مستشفيات متخصصة رفضت استقبال الحالة بحجة عدم توفر إمكانية لاستقبال أطفال مصابين بمثل هذه الحالات الحرجة في قسم الحروق. وكان الجمعاني يتحدث إلى "الوطن" والمعاناة بادية على محياه، خاصة أنه لم يستفق بعد من خسارته لطفليه الصغيرين في الحريق الذي التهم منزله، ومشاهدته في ذات الوقت لمعاناة زوجته وتألمها وهو يكاد يخسرها نتيجة ما لحق بها من حروق خطيرة. من جانبه، أوضح مساعد مدير صحة جازان الدكتور عواجي النعمي في تصريح إلى "الوطن" أمس، أنه سيتم التحقيق في الخطأ الصادر من مستشفى الملك فهد في تسجيل عمر المريضة، مشيراً إلى أنه تمت مخاطبة أكثر من مستشفى لقبول الحالة بتقرير طبي صادر عن مستشفى صبيا العام ومستشفى الملك فهد المركزي وقد تم قبول الحالة من قبل مجمع الرياض الطبي وتم تحويل الحالة بالإخلاء الطبي الخميس الماضي.