حذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس من أن العنف الذي يجتاح سورية اتخذ منحى أسوأ ويتجه إلى اكتساب طابع طائفي. وقال على هامش مؤتمر دولي للمساعدات لأفغانستان في طوكيو "تدهور الوضع بدرجة كبيرة واكتسب طابعا عسكريا متزايدا. لاتزال انتهاكات مروعة لحقوق الإنسان تحدث. القتل والعنف اكتسبا طابعا طائفيا مثيرا للقلق الشديد". وأشار إلى أن من الممكن أن تقوم الأممالمتحدة بتحرك آخر إذا استمرت أعمال العنف. وقال "يجب على حكومة سورية وجميع الأطراف الالتزام من جديد بخطة النقاط الست بالكامل. إذا استمرت الأطراف في الاستهانة بقرارات مجلس الأمن فسيكون على المجلس القيام بالتحرك الجماعي اللازم". وبدورها حذرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس أيضا من أن الوقت أصبح ضيقا بالنسبة للنظام السوري، وأنه يجب أن يشرع في انتقال سياسي لتجنيب سورية "اعتداء كارثيا". وبدا واضحا أن كلينتون تقصد احتمال قيام المعارضة المسلحة بشن مثل هذا الهجوم على مؤسسات الدولة، وقد استهدفت بالفعل محكمة ومحطة إذاعية في الآونة الأخيرة، وليس حدوث أي تدخل خارجي. وقالت كلينتون في طوكيو أيضا "يجب أن يكون واضحا أن الأيام أصبحت معدودة بالنسبة للذين يساندون نظام" الرئيس بشار الأسد. لكنها اعترفت بأن ثمة صعوبات تواجه الجهود التي يبذلها مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية كوفي عنان لوضع حد للقمع الوحشي للمعارضة في سورية. وشددت على أن "ما قاله عنان يجب أن يجعل الجميع يصحون لأنه يعترف بأنه لم يتم أي تحرك من قبل النظام السوري لاحترام اتفاق الست نقاط"، وذلك في إشارة لاعتراف عنان لصحيفة لوموند الفرنسية أول من أمس، بفشل خطته في سورية. وأضافت "ما لم يتم وضع حد للعنف والشروع في مرحلة انتقالية سياسية، فلن يكون عدد أقل من القتلى فحسب بل ستكون هناك فرصة لتجنيب الأمة السورية اعتداء كارثيا يكون خطرا على البلد والمنطقة أيضا". وتابعت بأنه "لا يوجد أدنى شك في أن المعارضة أصبحت أكثر فعالية في دفاعها وهي تواصل هجومها". كما ذكرت بالانشقاقات في أعلى مستوى بالنظام السوري، محذرة الأسد من أن "الرمل يتناقص في الساعة الرملية". من جهة أخرى، حمل الرئيس بشار الأسد الولاياتالمتحدة المسؤولية عن الهجمات التي يشنها المعارضون في بلاده. وقال في لقاء مع القناة الأولى بالتلفزيون الألماني (ايه آر دي) أمس إنه طالما أن الولاياتالمتحدة تقدم الدعم بطريقة أو بأخرى "للإرهابيين" فإنها تعد بذلك شريكا لهم. وأعرب خلال اللقاء الذي أجراه معه الكاتب والمفكر الألماني يورجن تودنهوفر، عن رفضه لدعاوى التنحي الموجهة إليه، قائلا إنه لا ينبغي على الرئيس أن يهرب من التحديات الوطنية مؤكدا أن السوريين في اللحظة الراهنة يواجهون تحديا وطنيا، وأنه ليس بوسع الرئيس الانسحاب في مواجهة مثل هذا الموقف.