حذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من أن العنف الذي يجتاح سورية «اتخذ منحى أسوأ ويتجه إلى اكتساب طابع طائفي». وأشار بان في تحذير ضمني إلى انه من الممكن أن تقوم الاممالمتحدة ب «تحرك جماعي» اذا استمرت اعمال العنف. وقال موضحاً «يجب على حكومة سورية وجميع الاطراف الالتزام من جديد بخطة النقاط الست بالكامل. اذا استمرت الأطراف في الاستهانة بقرارات مجلس الأمن الدولي فسيكون على المجلس القيام بالتحرك الجماعي اللازم». وجاء تحذير الأمين العام للامم المتحدة فيما قالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان الوقت اصبح ضيقاً بالنسبة للنظام السوري وانه يجب ان يشرع في انتقال سياسي لتجنيب سورية «اعتداء كارثياً». وقالت كلينتون للصحافيين أمس على هامش مؤتمر دولي حول افغانستان في العاصمة اليابانية طوكيو «يجب ان يكون واضحاً ان الايام اصبحت معدودة بالنسبة للذين يساندون نظام» الرئيس السوري بشار الاسد. لكنها اعترفت بأن ثمة صعوبات تواجه الجهود التي يبذلها مبعوث الاممالمتحدة والجامعة العربية كوفي انان لوضع حد للقمع الوحشي للمعارضة في سورية. وكان انان نفسه اعترف بفشل مهمته في لقاء مع صحيفة «لوموند» الفرنسية، قائلاً «هذه الازمة اندلعت منذ 16 شهراً لكني بدأت التعامل معها منذ ثلاثة اشهر، وتم بذل جهود كبيرة لمحاولة حل هذه المشكلة بالطرق السلمية والسياسية». وتابع: «من الواضح اننا لم ننجح ويمكن ان لا تكون هناك اي ضمانات اننا سننجح». وأشارت كلينتون الى ان «ما قاله انان يجب ان يجعل الجميع يستيقظون لأنه يعترف بأنه لم يتم اي تحرك من قبل النظام السوري لاحترام اتفاق الست نقاط». وأضافت: «ما ان يتم وضع حد للعنف والشروع في مرحلة انتقالية سياسية، لن يكون عدد اقل من القتلى فحسب بل ستكون هناك فرصة لتجنيب الامة السورية اعتداء كارثياً يكون خطراً على البلد والمنطقة ايضاً». وطالبت كلينتون يوم الجمعة في اجتماع اصدقاء سورية بباريس بإصدار قرار اممي حول الانتقال السياسي في سورية مرفوقاً بالتهديد بعقوبات. وصرحت امس في طوكيو انه «لا يوجد ادنى شك ان المعارضة اصبحت اكثر فعالية في دفاعها وهي تواصل هجومها». كما ذكرت بالانشقاقات في اعلى مستوى بالنظام السوري، محذرة الرئيس الاسد من ان «الرمل يتناقص في الساعة الرملية». وحذر الأمين العام للأمم المتحدة من أن العنف يتجه الى اكتساب طابع طائفي. وفي الأشهر القليلة الماضية اتسمت الأزمة بانقسامات طائفية على نحو متزايد. وقال بان للصحافيين على هامش مؤتمر أفغانستان في طوكيو «تدهور الوضع بدرجة كبيرة واكتسب طابعاً عسكرياً متزايداً. لا تزال انتهاكات مروعة لحقوق الانسان تحدث. القتل والعنف اكتسبا طابعاً طائفياً مثيراً للقلق الشديد». وكان الأمين العام للأمم المتحدة، قد حذر في تقرير رفعه الجمعة إلى مجلس الأمن الدولي من «المنحى الخطير الذي اتخذه النزاع، والدينامية التدميرية». وأوصى بتعزيز الدور السياسي لبعثة المراقبين الدوليين، والذين علقوا عملياتهم في منتصف (حزيران) يونيو بسبب المخاطر الأمنية التي يواجهونها، في موازاة «تقليص المكون العسكري» في البعثة. ودعا كي مون إلى «تغيير بنية وأهداف البعثة»، وتعزيز دورها على صعيد إرساء الحوار السياسي بين المعارضة والسلطات. وكان قد تم نشر بعثة المراقبين الدوليين في منتصف ابريل (نيسان) الماضي، وهي تضم حوالى 300 عسكري غير مسلح، موزعين على عدد من المدن السورية، فضلاً عن مئة خبير مدني. وقد علقت البعثة جولاتها في منتصف حزيران بسبب استمرار المعارك.