أكد عدد من المحللين السياسيين أن اختيار الرئيس المصري محمد مرسي للمملكة كأول محطة خارجية يزورها منذ توليه منصبه بعد غد الأربعاء تعكس تقدير القيادة المصرية للدور السعودي في المنطقة، وتؤكد على خصوصية العلاقات بين البلدين. وفي هذا الإطار قال المرشح الرئاسي السابق عبدالله الأشعل في تصريحات إلى "الوطن" إن "العلاقات المصرية السعودية تميزت عبر تاريخها الطويل بكونها علاقات تقوم على المحبة والتقارب في كافة المواقف، حيث تعد المملكة ومصر جناحي المنطقة، وما تزال المملكة تتعامل بنفس المنطق الذي أرساه مؤسسها الراحل الملك عبدالعزيز آل سعود الذي أوصى أبناءه خيراً بمصر، وعندما تريد السلطة الجديدة في بلادنا أن ترسم سياستها الخارجية لا بد أن تضع المملكة في قمة أولوياتها لأن البلدين بمثابة وجهين لعملة واحدة، وعليهما يقع العبء الأكبر في تحقيق التضامن العربي الإسلامي والوصول إلى الأهداف الخيرة المنشودة التي تتطلع إليها الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج، فالقاهرة تعتبر الرياض شريكاً استراتيجياً هاماً والأمر كذلك في المملكة". بدوره اعتبر سفير مصر الأسبق في واشنطن عبد الرؤوف الريدي أن زيارة مرسي للمملكة "تأتي في ضوء ما تشهده مصر والمنطقة من تطورات وتغييرات، وتأتي أهميتها في كونها أول زيارة خارجية لرئيس مصر المنتخب حديثاً، مما يعكس اهتمام القيادة السياسية الجديدة بالمملكة وتقديرها لحجم الدور السعودي سواء على مستوى العالم العربي أو العالم بأسره". من جانبه وصف المدير التنفيذي للمركز الدولي للدراسات الاستراتيجية عادل سليمان الزيارة بأنها تعكس العلاقات الوثيقة المهمة بين البلدين، وقال "هذه العلاقات لها عمق كبير وليست مرتبطة بالنظم، وهي علاقات تتسم بالخصوصية، فمصر والسعودية هما الركيزتان الأساسيتان في العالم العربي، وعلاقاتهما المشتركة تؤثر على الوضع العربي كله، وهذه الزيارة لها أهمية كبيرة، ومن الطبيعي أن يبادر مرسي لزيارة الرياض وهي رسالة مهمة تؤكد على عمق العلاقات بين البلدين التي لا ترتبط بالأشخاص ولا بالنظم". وأضاف "الدعوة السعودية للمملكة تبعث أيضاً برسالة للشعب والرئيس المصري مفادها أن العلاقات قوية وراسخة وأكبر من الأشخاص، كما أنها تؤكد على ثوابت وتوجهات السياسة الخارجية المصرية وعلى قمة أولوياتها الدائرة العربية والمحيط العربي، وتؤكد على ارتباط الأمن القومي". وكان مرسي قد صرح في حوار أجرته معه "الوطن" أثناء الانتخابات بأن المملكة ستكون أول دولة يزورها بعد فوزه، مضيفاً "نرى أهمية قصوى لاستمرار وتطور العلاقات التاريخية المتميزة بين البلدين، ونسعى لتكوين شراكة استراتيجية بينهما بحيث يكون كل منهما ظهيراً للآخر، وأن يوظف إمكاناته البشرية والفنية والمادية لخدمة مشروعات النهضة في كلا البلدين، حيث تحتل المملكة مكانة متميزة في قلوب المصريين كونها أرض الحرمين الشريفين، كما توجد فيها أكبر جالية مصرية بالخارج. وسنسعى لجذب المزيد من الاستثمارات السعودية لتساهم في تنفيذ الخطط التنموية الطموحة التي سنعكف على إنفاذها من خلال مشروع النهضة الذي يحمل كثيراً من الفرص والمشروعات ذات الجدوى الاقتصادية المرتفعة التي من المتوقع أن تحقق عوائد مجزية للمستثمرين.