يواجه أكثر من 50 ألف مواطن من أهالي مركز بحر أبو سكينة التابع لمحافظة محايل عسير، ويسكنون 350 قرية وهجرة، نقصا في الخدمات الصحية والبلدية، إضافة لافتقار المركز لفرع الهلال الأحمر لإسعاف الحالات المصابة، خصوصاً مع تزايد حالات الحوادث المرورية التي يشهدها الطريق الرابط بين محايل ومنطقة جازان مروراً بمركز بحر أبو سكينة الذي يشتهر بكثرة منحياته. وطالب الأهالي الجهات المختصة بكافة قنواتها بتشكيل لجنة عاجلة لرصد ما يحتاجه المركز من نقص الخدمات، والعمل على حلها بما يكفل لهم عيش حياة هنيئة تحد من هجرة الأهالي للمحافظات والمناطق الأخرى. وقال المواطن علي عبده محمد آل العربي إن المصابين جراء الحوادث يقتلهم انتظار وصول أقرب إسعاف للهلال الأحمر من محايل الذي يبعد أكثر من 30 كيلو، مشيراً إلى أنهم مخيرون بين أمرين أحلاهما مر فإما إسعاف المصاب عن طريق المارة الأمر الذي يزيد من مضاعفاته وقد تسبب في إصابته بعاهة مستديمة أو الانتظار لحين وصول إسعاف الهلال الأحمر من محايل بعد أكثر من نصف ساعة ومن ثم العودة به لمستشفى محايل. وناشد آل العربي الجهات ذات العلاقة التدخل السريع والعمل على افتتاح فرع للهلال الأحمر في المركز ليستطيع أن يباشر حالات الحوادث على وجه السرعة وإنقاذ أرواح الأبرياء التي تذهب على ذلك الطريق الخطر. وأوضح المواطن علي زايد عامر عسيري أن المركز يفتقر لوجود مستشفى عام يخدم الأهالي على الرغم من اعتماده وفقاً للعسيري منذ عام 1425 وتبرع أحد فاعلي الخير بأرض تخصص لإنشاء المستشفى عليها وتم تسجيلها لوزارة الصحة، إلا أنه وبعد مرور 5 سنوات على الاعتماد لم ير المشروع النور على أرض الواقع. وبين عسيري أن الأهالي يضطرون إلى تكبد عناء الطريق والذهاب إلى مستشفى محايل من أجل علاج حالات المرضى بعد انتهاء فترة الدوام الرسمي للمركز الصحي، مشيراً إلى أن المركز الصحي وقف حائراً في استقبال الكم الهائل من المراجعين، حيث يفتقر إلى وجود طبيبة نساء وفني أشعة لتشخيص الحالات والتعامل مع الحوادث التي تقع على الطريق. وأضاف المواطن مصهف علي عسيري أن المركز يفتقر لخدمات عديدة منها محطة توليد كهرباء حيث يعاني المواطنون من كثرة الانقطاع وضعف وصول التيار بالشكل المطلوب، مما تسبب في تكبد المواطنين خسائر كبيرة بعد تلف الأدوات الكهربائية مثل الثلاجات والغسالات والمصابيح كما فسدت المواد الغذائية والمجمدات في ثلاجات المنازل والمحلات التجارية. كما أشار المواطن علي موسى الطائر إلى أن المركز بحاجة للخدمات البنكية حيث لا يوجد سوى صرافة واحدة لمصرف الراجحي، ويوجد بالمركز ما يزيد عن 40 مدرسة للبنين والبنات يعمل بها أكثر من 1400 معلم ومعلمة وموظف ومستخدم بالإضافة للإدارات الحكومية الأخرى من مدنية وعسكرية وعدد كبير من المتقاعدين وهو الأمر الذي يتطلب افتتاح فروع للبنوك في المركز لخدمة الأهالي والمقيمين بدلاً من تكبد عناء الطريق للوصول لأقرب بنك في محايل. وطالب المواطن موسى مهدي فلقي بإيصال المياه المحلاة إلى المركز، مشيراً إلى أنه كانت هناك محاولات لإيصال المياه إلى مركز بحر أبو سكينة من وادي حلي إلا أنه مضى عليها سنوات طويلة دون إنجاز. إلى ذلك أوضح محافظ محايل مسفر بن حسن الحرملي أنه تم تعيين أحد أهالي مركز بحر أبو سكينة ليكون عضواً بالمجلس المحلي للمحافظة وممثلاً للمركز وتم توكيله بمتابعة احتياجات مركز بحر أبو سكينة من نقص الخدمات وتعثر المشاريع وسيتم مناقشة ما يتم طرحه خلال الجلسة القادمة. وأشار الحرملي إلى أنه سيتم الرفع بكل ما يحتاجه المركز من الخدمات وكذلك ما يخص المشاريع المتعثرة بعد إقرارها إلى مجلس المنطقة لاعتمادها. من جهته أوضح الناطق الإعلامي للشؤون الصحية في منطقة عسير سعيد بن عبدالله النقير أن طلب أهالي سكان بحر أبو سكينة بإنشاء مستشفى يخدم المركز مدرج في مشروع ميزانية عام 1432-1433 المرفوعة لوزارة الصحة. وقال النقير: "آمل أن يكون اعتماد المشروع ضمن قائمة أولويات المشاريع الصحية المعتمدة بالمملكة".