يشكل مركز الملك عبدالله للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في العاصمة النمساوية فيينا، الذي وافق البرلمان النمساوي أول من أمس على بنائه بتمويل المملكة، وسيلة عملية ناجحة لتحقيق التفاهم والتعايش السلمي بين الشعوب، ويهدف إلى الدعوة إلى منهج مسؤول لتكريس البعد الديني والروحي للأفراد والمجتمعات. وكان مجلس الوزراء قد وافق في جلسته التي عقدت برئاسة خادم الحرمين الشريفين في 15 شوال 1432 على تفويض وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل أو من ينيبه، للتباحث مع الجانب الإسباني والنمساوي والدول الأخرى والمنظمات الدولية التي تقتضي المصلحة التباحث معها في شأن مشروع اتفاقية تأسيس مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات والتوقيع عليها. ووقع وزراء خارجية السعودية والنمسا وإسبانيا في أكتوبر الماضي، اتفاقا لإقامة المركز في فيينا على أن يحمل اسم "مركز الملك عبدالله للحوار والثقافات". ووفق نص الاتفاق يتخذ مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار من مدينة فيينا مقرا له ويتمتع بشخصية قانونية دولية، وله الحق في التعاقد والتمتع بكافة الميزات والضوابط التشريعية التي يخولها القانون، كما بإمكانه اتخاذ الإجراءات التي يراها مهمة في إطار ممارسة أنشطته وتأدية رسالته. وحدد الاتفاق أهداف المركز بدعم الحوار بين أتباع الأديان والثقافات وتعزيز التفاهم والاحترام والتعاون بين الشعوب، وحفز العدالة والسلام والمصالحة ومواجهة تبرير العنف والصراعات بغطاء الديانات. ويضم المجلس هيئة إدارية مكونة من 5 أشخاص تمثل الأديان السماوية والمعتقدات الرئيسة في العالم، كما تتضمن الوثيقة التأسيسية إشارة إلى إرساء هيئة استشارية للمركز مكونة من مئة شخصية من أتباع الديانات الرئيسة في العالم، وإرساء أمانة عامة تتابع الأنشطة اليومية للمركز تتخذ من فيينا مقرا لها. يذكر أن الأمين العام لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات فيصل بن معمر، كان قد أعلن في تصريح صحفي سابق، عن تدشين المركز في 26 نوفمبر المقبل الموافق 12/1/ 1434، في فيينا، ليكون منبرا فكريا ثقافيا يترجم سعي خادم الحرمين لتبني مشروع الخطاب الإنساني العالمي الذي يقوم على أساس الحفاظ على الأسرة، ومجابهة ما تعانيه البشرية حاليا من انحدار للقيم الأخلاقية، والكراهية، والحدّ من الفقر. وقال ابن معمر "إن المركز يحقق أهداف مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، التي تلبي تطلعات المرحلة الإنسانية المعاصرة المؤيدة للتعايش السلمي المشترك بين شعوب العالم، والمحافظة على قدسية المواقع والرموز الدينية".