ما يثقل كاهل الجميع ، ويتسبب في نفور الآخرين ، ويدعو النفس للدخول إلى عالم مليء بالمناقضات واللا مثالية ما نشاهده ونلمسه حينما نتوجه إلى دائرة حكومية لإنجاز معاملة أو مستشفى لتقديم موعد ما أو جامعة للترشح للدراسة أو التقدم لمسابقة وظيفية أو حتى إلى محل مجاور ... إلخ ، هذا على مستوى الأفراد فما بالك على مستوى المجموعات والمؤسسات والشركات من ترسية مناقصات وما إلى ذلك . انتشرت في المجتمع انتشار النار في الهشيم .. يبدو أنكم تتساءلون ما هي هذه اللازمة المصاحبة لمجتمعنا؟؟ للأسف إنه " داء الواسطة " !! أكاد أجزم أن الكثير لا يؤيدها وغير مقتنع بها ولكننا لا نكاد ننفك عنها لأنها ثقافة اعتدنا عليها حتى وإن كنا لا نحتاج إليها . لماذا يلجأ الغالبية إليها؟؟ لأن البعض لا يؤدي واجبه الوظيفي كما ينبغي بسبب المزاجية في حين وحجة الثقل الوظيفي في حين آخر ومن ثم استخدام العبارة المعتادة " راجعنا بكرة " . ما الداعي إليها ؟؟ لإنجاز الأمور الشخصية على وجه السرعة ودون انتظار أم للبحث عن التعامل الراقي أم تبادل للمصالح الشخصية.. إلخ يا ترى ما هو السبب؟؟ هل هو تقاعس بعض الموظفين أم عدم وجود الإنصاف والعدل أم غياب الإخلاص ونسيان الأمانة الوظيفية ...إلخ أدرك أن هذا الكلام في هذا الشأن أشبع تماما على كافة المستويات،ولكن هل نقف موقف الصامت تجاه ما يحدث من قصور عملي وأخلاقي من قبل البعض وليس الكل مما قد يخل بالنظام، وبالتالي يؤثر على أخلاق الناس؛ فيكون تعاملهم على صعيد المنفعة الشخصية فقط؟! بل نتصدى لها بحزم بداية من أنفسنا بعدم الركون إليها والحاجة لها مهما كانت المسببات ، ويؤدي كل منا واجبه في عمله ووظيفته على أكمل وجه دون تقصير أو تعسير ،ومواجهة من يطالبون بها بالرفض القاطع لكي نظل مجتمعا نقيا يضرب به المثل ويشار إليه بالبنان.