لم يكن اختيار دول الابتعاث بالأمر السهل على الكثير من الطلاب والطالبات المبتعثين، فكان الهاجس الأول والأخير للجميع هو كيف ستكون إقامتنا في دول الابتعاث. سحر عبد المجيد المبتعثة في مانشستر أوضحت أن اختيارها للمملكة المتحدة كان بعد تفكير طويل وخصوصا أنها ذهبت في البداية على حسابها الخاص للحصول على اللغة في أحد المعاهد ثم التحقت بعد ذلك ببرنامج الملك عبدالله للابتعاث، وتقول سحر إنها ارتاحت كثيرا في الدراسة ببريطانيا وأعجبت بلكنتهم الإنجليزية مما جعلها تفكر بإكمال دراستها فيها بعد أن وجدت تخصصها في جامعاتها بعد أن بحثت كثيرا لتجدها الأفضل. أما فيصل العتيبي الطالب بأستراليا فيقول إن تخصصه في الأشعة الطبية كان يعطيه خياران للدراسة في دولتي كندا أو أستراليا، ولكنه فضل الأخيرة لارتياحه للدولة نفسها. وقالت نورة الشهري إنها فضلت الولاياتالمتحدة الأميركية كونها ابتعثت مع أختها وأخيها وهي الدولة التي احتوت جميع تخصصاتهم، وقالت "في البداية كان أخي يدرس على حسابه الخاص وكانت التكاليف بأميركا تعتبر الأقل عن الكثير من الدول بالنسبة لعائلتنا، كذلك وجوده معنا كان شرطا أساسيا للابتعاث". فيما أوضحت مريم الميرابي والتي تدرس بجامعة ليستر بالولاياتالمتحدة أنها قامت بعمل استفتاء خاص حول الأساس الذي ينطلق منه اختيار الطلاب المبتعثين السعوديين للمدينة التي يدرسون بها والتي أجرته لصحيفة (MVR) كونها نائبة رئيس تحرير الصحيفة وشملت مبتعثين من 11 دولة هي ألمانيا، السعودية، بريطانيا، وأميركا، وكندا، ونيوزيلندا، واليابان، وأستراليا، والسويد، وكندا، وقطر. وقالت إن "31% من الطلاب السعوديين اختاروا دولة الابتعاث بناء على سمعة الجامعة أكاديميا بينما كانت نسبة 31% بسبب إمكانية توافر التخصص المناسب، فيما أشارت إلى أن 20% كان السبب الرئيسي لهم هو الظروف الاقتصادية للمدينة واهتم 7% إلى نسبة تواجد الجالية المسلمة في دولة الابتعاث، بينما اعتبر 2 % منهم أن الدافع هو نسبة تواجد الطلبة السعوديين، وقالت الميرابي إن الآراء كانت متباينة ومتنوعة من طالب إلى طالب، فقد أوضح بعضهم أن سبب اختياره كان بحسب حصوله على القبول الجامعي، فيما رجح البعض اختياره لنوع المدينة موضحين أن المدينة الصغيرة جدا تفتقد للخدمات، أما الكبيرة منها فتكون مصدر إزعاج، وقال إن هناك مدنا هادئة متوسطة الحجم تساعد على الجو الدراسي، بالإضافة إلى كونها تبعد ساعات فقط عن المدن الكبيرة، كذلك اهتم الكثير من الطلبة إلى فكرة وجود المساجد في المدن، كذلك توافر المطار، وتوافر المراكز الإسلامية". وأوضحت الميرابي أن "الهاجس الأهم للكثير من الطلاب هو الجانب المادي، فهناك مدن متوسطة الغلاء بأكثر من جامعة، وجاءت إجاباتهم متفاوته لأكثر من دولة فمن أميركا قال مبتعث "بحثت عن المدينة التي فيها أكثر من جامعة متميزة، مع الحرص على أن تكون في نطاق الراتب المحدود المعطى من الملحقية، بمعنى مدينة كبيرة مثل بوسطن فيها جامعات كثيرة ومتميزة ولكني أتجنبها للغلاء الشديد فيها.