استمرت حركة الاحتجاج والمظاهرات في العاصمة السودانية وعدة مدن أخرى، حيث حاصرت قوات الشرطة المدعومة بالأجهزة الأمنية بعض الجامعات لمنع الطلاب من الخروج للشارع. وفي جامعة الخرطوم، كبرى الجامعات السودانية، تظاهر آلاف الطلاب في مجمع الكليات الصحية أمس في مسيرات كبيرة، وتحدوا الحظر المفروض من الجهات الأمنية، إلا أن شرطة مكافحة الشغب تصدت لهم وفرقتهم باستخدام الهراوات والرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع. كما شهدت مدينة أم درمان مساء أول من أمس مظاهرات ليلية في عدد من الأحياء شارك فيها مئات المواطنين الذين اشتبكوا مع قوات الشرطة، كما شنَّت الجهات الأمنية حملة اعتقالات واسعة طالت عددا من الناشطين والشخصيات العامة. إلى ذلك تواصلت المظاهرات في عدة عواصم عالمية تأييدا للاحتجاجات السودانية، ففي العاصمة الماليزية كوالالمبور نظم عدد من الطلاب السودانيين وقفة احتجاجية تضامنا مع المتظاهرين بالخرطوم، ورددوا شعارات منادية بسقوط الحكومة، كما تظاهر عشرات السودانيين في العاصمة الألمانية برلين وتجمعوا أمام سفارة بلادهم لعدة ساعات. من جهة أخرى رحب حزب المؤتمر الوطني الحاكم بعقد قمة تجمع الرئيس عمر البشير ونظيره الجنوبي سلفا كير ميارديت، حسب اقتراح رئيس الوزراء الإثيوبي مليس زيناوي، واشترط توفر الأجواء لذلك، فيما طرحت أحزاب سياسية رؤية بديلة في حال عدم التوصل إلى اتفاق بين الدولتين. وقال نائب الرئيس السوداني الحاج آدم يوسف إن حزبه يرحب بهذا اللقاء، داعياً إلى التركيز على إكمال الملف الأمني حتى تتاح الفرصة لمناقشة بقية الملفات الأخرى، وأكد تطلعهم إلى بناء الثقة بين الدولتين ليشكل أساسا لتقدم المحادثات. وعن المظاهرات قال يوسف إن القانون يضمن فسحة من الحرية لمن يريد أن يعبر عن رأيه، واستدرك بقوله "لكن لن نقبل بالاعتداء علي ممتلكات أو حرية الآخرين". وهدَّد كل من يحاول إسقاط الحكومة عبر الخروج للشارع والتظاهر بالاعتقال. من جانبه، اتهم مساعد الرئيس نافع علي نافع بعض الدوائر الغربية والإقليمية بتشجيع المتظاهرين ودفعهم لإثارة الشغب واستغلال الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد.