تظاهر مئات الشبان السودانيين أمس في الخرطوم في إطار يوم احتجاج ضد الحكومة واصطدموا مع الشرطة. ففي الخرطوم تظاهر حوالى مئة شاب قرب القصر الرئاسي مرددين "نريد تغييرا! لا للأسعار المرتفعة". وقال شاهد عيان إن أفرادا مسلحين من شرطة مكافحة الشغب أطلقوا قذائف الغاز المسيل للدموع وحاصروا الطلاب في جامعتين بالعاصمة، وتم اعتقال خمسة منهم على الأقل. كما تظاهر حوالي ألف شخص في الجامعة الإسلامية في أم درمان المتاخمة للخرطوم مرددين هتافات مناهضة للرئيس عمر البشير وسط كتيبة كبرى لشرطة مكافحة الشغب. واندلعت الصدامات حين رشق المتظاهرون بالحجارة رجال الشرطة الذي ردوا بضربات العصي. وكانت مجموعات من الشباب قد دعت السودانيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك للخروج إلى الشوارع. وأطلقت هذه المجموعات على نفسها أسماء مثل "شباب من أجل التغيير" و"الشعلة"، وبدأت في الترويج لدعوتها منذ نجاح التظاهرات الشعبية التونسية في الإطاحة بالرئيس السابق زين العابدين بن علي، وكثفت من نشاطها مع بدء المظاهرات المطالبة بالتغيير في مصر. ويعبر الشباب الذين يكتبون في هذه الصفحات عن رغبتهم في تكرار التجربة التونسية والإطاحة بالحكومة السودانية التي يلقون عليها باللوم في حجر الحريات السياسية وتردي الأوضاع الاقتصادية. من جهة أخرى، صوت 99.57% من إجمالي 3.851.994 من الناخبين الجنوبيين لصالح الانفصال عن الشمال، وفقا لبيانات النتائج الأولية للاستفتاء على حق تقرير مصير الجنوب، كما أعلنتها المفوضية العليا للاستفتاء أمس. وبذلك يكون جنوب السودان ضمن التفويض الكامل ليصبح أحدث دولة في العالم. ويتوقع أن تعلن النتائج النهائية للاستفتاء الذي جرى في الفترة بين 9 إلى 15 يناير الجاري أوائل الشهر المقبل. وتجمع المئات من المسؤولين والدبلوماسيين عند ضريح زعيم الجنوب جون قرنق لحضور أول إعلان للنتائج أمس في جوبا. ووصف رئيس الحركة الشعبية رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت الرئيس البشير بأنه "بطل السلام"، منوها بتعاون حزب المؤتمر الوطني الحاكم مع الحركة الشعبية لتنفيذ بنود اتفاق السلام الشامل. ودعا سلفاكير لدى مخاطبته احتفالا حاشدا بمدينة جوبا، للتعاون ومراعاة علاقات حسن الجوار مع دول الجوار بصفة عامة ودولة السودان في الشمال بصفة خاصة. وقال إن نتيجة الاستفتاء تجد منه القبول والتقدير مشيرا إلى أن الطعون لا تقلل هذه النسبة كثيرا بصورة تجعلها تقل عن ال60% المطلوبة لاعتماد النتيجة. وأشار إلى أن عدم العدالة دفع بالجنوبيين للتصويت لصالح الانفصال بهذه النسبة العالية منوها إلى أن الوحدة كان يمكن تحقيقها لولا عدم التكافؤ في فرص الثروة والسلطة. وطالب سلفاكير أجهزة حكومة الجنوب بالحفاظ على أرواح الشماليين وممتلكاتهم، موضحا أن الشمال والجنوب يحتاجان للتعاون مع بعضهما البعض خلال المرحلة المقبلة. وأبان أن علم السودان سيظل يرفرف في الجنوب حتى التاسع من يوليو المقبل حيث يتم تسليمه بعد ذلك إلى مندوب الحكومة في الشمال أو يسلم للرئيس البشير شخصيا فى حال حضوره إلى جوبا لحضور الاحتفالات.