في الوقت الذي أكدت فيه مصادر مطلعة في مجلس الغرف السعودية أن الأسواق العالمية تشهد ارتفاعا في المواد الأولية ومادة المطاط الطبيعي تحديدا المتعلقة بصناعة الإطارات، قال موزعون للإطارت في المملكة بأن تلك الارتفاعات ألقت بظلالها على الأسعار المحلية وأعطت مبررا للزيادة الحاصلة في الأسواق، مبينين أن الإطارات التي تأتي من دول الخليج هي ما يعتمد عليه غالبية التجار، بغض النظر عن تقييم جودتها. ونفت مصادر ل"الوطن" في مجلس الغرف السعودية أن يكون هناك أي تلاعب في أسعار الإطارات في أسواق المملكة، وعزت ذلك إلى دوريات الرقابة من قبل وزارة التجارة التي تجوب المحال التجارية، خصوصا تلك التي تعرف بالمناطق الصناعية والمتعارف عليها من قبل المواطنين. كما أكد أحد الموزعين بمنطقة الرياض أن هناك تباينا واضحا في أسعار الإطارات بنفس مسمى الشركة، وتحايل البعض برفع السعر بحجة أن المنتج الذي يبيعه هو الأصلي وعالي الجودة بخلاف المحال الأخرى. وأوضح أحد الموزعين للإطارات في العاصمة الرياض محمد قاسم، أن غالبية الإطارات التي تباع في أسواق المملكة من واردات أسواق الخليج ومعظمها من دبي، مبررا اعتمادهم الكلي على السوق الخليجية بسبب ارتفاع أسعار الشركات العالمية التي لها مصانع في دول متعددة مثل اليابان وأستراليا والصين. من جهته استبعد حسين علي أحد الموزعين بمدينة الرياض قلة جاذبية مصانع الإطارات الموجودة في كوريا لقلة جودتها مقارنة بالإطارات اليابانية التي لها قدرة أكبر على تحمل أجواء الخليج، مضيفا أن الشركات العالمية الموثوقة لدى الزبائن أغلقت بعض مصانعها في بلد المنشأ بسبب تأثرها بارتفاع أسعار المواد الخام والمطاط، مشيراً إلى أنه لا يمكن للمستهلك معرفة الإطار الأصلي من غيره، لا سيما وأنه يأخذ نفس الشكل التسويقي. ومن خلال جولة قامت بها "الوطن" على المناطق التي عرفت ببيع الإطارات في العاصمة الرياض، تبين أن متوسط أسعار إطارات المركبات الصغيرة زاد عن العام الماضي ويتراوح ما بين 300 و 600 ريال، أما إطارات الشاحنات والمركبات الثقيلة فتصل إلى نحو 1250 ريالا. وأوضح عدد من المواطنين من الذين يرغبون في تركيب الإطارات، أن قضية الأسعار والجودة أصبحت بيد الموزع، مشيرا إلى أنه يصعب التأكد من الجودة خصوصا وأن الإطارات تفتقد لأي علامة تدل على ذلك، وأن الزيادات في أسعار الإطارات أصبحت عادة يتخذها الموزعون في فصل الصيف لمعرفتهم باحتياج المواطنين الشديد لتركيبها في الأجواء الحارة. وفي ذات السياق أكد فيصل بغلف أحد الراغبين في تركيب إطارات رياضية، أن ارتفاع الأسعار يتكرر كل عام، وقال إنه لا خيار أمامه إلا بتصديق ما يروج له أصحاب المحال التجارية خصوصا وأنه لا يوجد علامة تميز الإطار الجيد من الرديء، مطالبا الجهات المعنية في وزارة التجارة أو حماية المستهلك باتخاذ موقف واضح وصريح يحمي المستهلكين من هذا التلاعب، والإفصاح بالشركات التي تخالف التقييم المعتمد لإطلاع المواطنين بالمنتج الصالح للاستهلاك عن غيره. وشدد على تكثيف دوريات الرقابة في مثل هذه الأوقات التي يحذر فيها خبراء الأرصاد بارتفاع درجات الحرارة إلى أعلى معدلاتها سيما في شهر رمضان.