أدت المواجهات القبلية في مدينة الكفرة جنوب شرق ليبيا إلى مقتل 47 شخصاً على الأقل وإصابة أكثر من 100 آخرين خلال الأيام الثلاثة الماضية، حسبما أكدت مصادر طبية وقبلية أمس. وقال مدير مستشفى المدينة طاهر وهلي إنهم استقبلوا جثث 32 شخصاً من قبيلة التبو، إضافة إلى 100 جريح نصفهم من النساء والأطفال الذين أصيبوا جراء سقوط قذائف هاون. وقال أحد زعماء التبو حسين إن القصف ما زال متواصلاً، وأضاف "هذه حالة حرب، مع هجمات مستمرة على أحيائنا السكنية، لذلك سنرد بالتأكيد للدفاع عن أنفسنا"، واتهم قبيلة الزوية وحلفاءها ومن بينهم "كتيبة درع ليبيا" بالوقوف وراء القصف. من جهته، قال زعيم قبيلة الزوية الشيخ عبدالله إن قبيلته تكبدت أيضاً خسائر بشرية، لافتاً إلى مقتل 14 شخصاً. وقال إن أفراداً من التبو هاجموا لواء درع ليبيا الذي أرسلته السلطات لإرساء الأمن في المنطقة، وأسفر الهجوم عن مقتل أحد أفراد اللواء. وتقع الكفرة التي يبلغ عدد سكانها 40 ألف نسمة في الصحراء الليبية، في منطقة الحدود مع مصر والسودان وتشاد. وفي شهر فبراير الماضي أسفرت مواجهات بين قبيلتي التبو والزوية عن سقوط أكثر من 100 قتيل من الجانبين، مما دفع نصف السكان للفرار من البلدة. وتأتي موجة العنف الجديدة هذه قبل أيام من انتخابات السابع من يوليو، وهي أول استحقاق انتخابي وطني منذ سقوط نظام معمر القذافي العام الماضي، وستؤدي الانتخابات إلى تشكيل مجلس تأسيسي.