د. نوال العمودي من الوهلة الأولى قد يتصور البعض أنها معركة حربية، لكن ما قصدته هنا هي حرب من نوع آخر، حرب تشتد قواها سنويا في توقيت محدد تغزو بيوتنا بكل انسيابية ونتعامل معها بأسلوب الاستسلام ألا وهي (حرب المسلسلات). ونحن على مشارف شهر رمضان ينتظرنا طابور طويل يقف فيه عدد هائل من المسلسلات كل منها في تصارع للعرض على شاشات الفضائيات للفوز بعقل المشاهد العربي، ليقف بعد ذلك المشاهدون في حيرة أمام أمرين بين عبادات شهر فضيل ننتظره من سنة لأخرى شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النيران، وبين الكم الهائل من البرامج والمسلسلات تحول بنا الطريق بدلا من أن نجهز العدة والعتاد لجدولة أوقاتنا لاغتنام هذا الشهر الكريم إلى جدولة مواعيدنا لتتسع لمتابعة أكبر عدد من هذه المسلسلات، حيث إننا وصلنا لدرجة أصبحت متابعة الأخبار في شهر رمضان من الأمور التي قد تكون شبه مستحيلة فلو فكرت لبرهة تغيير المحطة التي يعرض بها مسلسل ما، سوف تنقض عليك أسهم جارحة ونظرات غاضبة من كل اتجاه. وللأسف الشديد ينتهي بنا الشهر الكريم وقد نتفاجأ أن خارطة العالم قد تغيرت ولم يسمع أحد منا ما كان يحدث هنا أو هناك، وذلك بسبب الغفلة التي كنا فيها وأفقنا منها بعد انتهاء هذا الشهر، فضاعت علينا الفرصة وضاع معها الأجر. فمن هم ضحايا هذه الحرب؟!