من الوهلة الأولى يتصور البعض أنها حرباً سياسية , لكن ما قصدناه هنا هي حرب من نوع آخر حرب تشتد سنوياً في توقيت محدد تغزو بيوتنا بكل انسيابية ونتعامل معها بأسلوب الإستسلام ألا وهي (( حرب المسلسلات )) . فالآن ونحن على مشارف شهر رمضان ينتظرنا طابوراً طويلاً يقف فيه عدداً هائلاً من المسلسلات كلاً منها في تصارع للعرض على الشاشات والفضائيات للفوز بعقل المشاهد العربي ليقف بعد ذلك المشاهدين في حيرة أمام أمرين بين عبادات شهر فضيل ننتظره من سنه ل أخرى شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النيران وبين الكم الهائل من البرامج والمسلسلات . تحول بنا الطريق بدلاً من أن نجهز العدة والعتاد لجدولة أوقاتنا ل اغتنام هذا الشهر الكريم إلى جدولة مواعيدنا لتتسع لمتابعة اكبر عدد من هذه المسلسلات . حيث أننا وصلنا لدرجة أصبحت متابعة الأخبار في شهر رمضان من الأمور التي قد تكون شبه مستحيلة فلو فكرت لبرهة تغيير المحطة التي ينعرض بها مسلسل ما سوف تنقض عليك أسهم جارحة ونظرات غاضبة من كل اتجاه . وللأسف الشديد ينتهي بنا الشهر الكريم وقد نتفاجأ أن خارطة العالم قد تغيرت ولم يسمع احد منا ما كان يحدث هنا أو هناك وذلك بسبب الغفلة التي كنا فيها وفقنا منها بعد انتهاء هذا الشهر فضاعت علينا الفرصة وضاع معها الأجر . فمن هم ضحايا هذه الحرب ؟؟!!