نشر المنتدى الاقتصادي العالمي في مطلع مايو المنصرم ما نصه: "أدى حظر التجوال الناتج عن جائحة كورونا COVID-19 إلى إغلاق المدارس في جميع أنحاء العالم، فعلى الصعيد العالمي يوجد أكثر من 1.2 مليار طفل خارج الفصل الدراسي حالياً، ونتيجة لذلك، تغير نمط التعليم بشكل كبير، وهنا ظهر التعلم (الإلكتروني) كبديل بارز، حيث يتم التدريس حالياً عبر المنصات والتطبيقات الرقمية عن بُعد" انتهى. ويرى المنتدى الاقتصادي العالمي أن هذا التغير الطارئ في نمط التعليم سيمكث كثيرا في مستقبل الأيام، كما ذهب بعض المختصين إلى أن التعليم عن بُعد قد بات خيارا استراتيجيا لدول العالم كافة، وذلك لما حققه من فوائد تعليمية صحية واقتصادية في ظروف صعبة كجائحة كورونا. وفي سياقنا المحلي، يتسق هذا مع ما ذكره وزير التعليم الدكتور حمد آل الشيخ بأن التعليم ما قبل هذه الجائحة سيختلف إلى حد كبير عما بعد الجائحة. وفي ظاهر هذا استشراف جيد من الوزير لحجم التغيير الذي حصل وسيستمر في مُقبل الأيام، ولكن السؤال الذي لربما ينبغي أن نُعد إجابته من الآن وسيكون مُلحاً - دون شك - في مُقبل الأيام هو: كيف يمكننا رفع كفاءة التعلم عن بُعد في مؤسسات التعليم العام والجامعي بالمملكة؟ برأيي - وبشكل مقتضب - فإن الجواب يبدأ من إعادة تصميم المناهج التعليمية لتواكب هذا التغير في نمط التعليم وهنا أوجه دعوة جادة للمهتمين والقائمين على التعليم العام والجامعي للعناية بتصميم المناهج وتقديم المحتوى التعليمي بشكل تفاعلي يضمن تحقيق مستهدفات ونواتج التعلم. نحو تعليم ومستقبل أفضل لأبنائنا الطلاب ودمتم بخير.