حالات الطوارئ والكوارث تظهر قدرات الدول وإمكاناتها حول الاستجابة الفعلية والمنظمة لأي أزمة أو كارثة، فالدول التي تملك روئ ومنهجية واضحة حول تحليل المخاطر وتوقعها ثم الوقاية منها إن أمكن ذلك أو التجهيز لمواجهتها والاستجابة لها، تكون أكثر استعداداً للتعامل مع الأزمات والكوارث. والتجهيز لا يقتصر فقط على التخطيط للأزمات أو الكوارث، وإنما يشمل التوعية والاتصال مع الجمهور/ وكذلك التدريب وإجراء الفرضيات للتأكد من قدرة أجهزة الدول. على الرغم من انتشار حالة الذعر المخيفة التي يشهدها عدد من البلدان بسبب تفشي فيروس كورونا، قدمت المملكة نموذجاً رائعاً للعالم في كيفية إدارة هذه الأزمة. لقد استعدت المملكة مبكراً للتعامل مع هذه الحالة بدءا بالتحليل الدقيق لهذا الخطر وانتشاره ثم التخطيط الجيد لمواجهته والاستجابة لمحاصرته ومنع انتشاره، متخذة عددا من الإجراءات الاحترازية والوقائية لتثبت للجميع أنها دولة مسؤولة وقادرة على إدارة الأزمات والكوارث. تملك المملكة تجربة ثرية للاستجابة ومواجهة مثل هذه الحالات بدءا من تجربتها بالحج والعمرة ومنع انتشار فيروس حمى الوادي المتصدع ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، وكذلك قدرتها على إدارة عدد من الحالات الطارئة مثل سيولجدة وزلزال العيص. باختصار برهنت هذه الأزمة على قدرة المملكة وكفاءة أجهزتها، وأن وعي المواطن والمقيم هو العامل المهم في منع ووقف انتشار هذه الفيروس.