تساءل موقع هندسة وتكنولوجيا العالمي، بعد إقراره أن الروبوتات المبتكرة تعد بمزيد من الدقة والسرعة والأمان، هل ستعالج النقص العالمي في المواهب وتواجه تحديات التباعد الاجتماعي التي قدمها Covid-19؟ ويمضي الموقع في الإجابة، ليؤكد أن قطاع صناعة البناء في بريطانيا مثلا، عانى أكبر انكماش له منذ 23 عاما حيث أغلق Covid-19 مواقع البناء والموردين، مع تأخير من 3 إلى 6 أشهر في برامج البناء، وتأخر سلسلة التوريد ونقص العمالة. في الولاياتالمتحدةالأمريكية انخفض بناء المساكن إلى أدنى مستوى له منذ 5 سنوات، ويتوقع انخفاض الناتج الإجمالي للإنشاءات في البلاد بنسبة 6.6 % في 2020، أي ما يعادل 122.4 مليار دولار. وفي الصين لا يزال عدد من المشاريع التي لا تعد حاسمة مهجورة بسبب نقص العمال. طلب مرتفع يوضح كبير مسؤولي الابتكار في شركة الأتمتة الصناعية الأسترالية FBR ستيف بيرز «غرد بيل جيتس أنه نظرًا لارتفاع عدد سكان العالم، ستكون هناك حاجة إلى إنشاء ما يعادل مدينة نيويورك كل شهر من الآن وحتى عام 2060». هذا طلب على البناء مرتفع للغاية ولا يمكن تلبيته، لكن بيرز يعتقد أن الجواب يكمن في الروبوتات، ويقول «الأتمتة ستغير اللعبة، هناك ابتكار يسمى هارديان إكس وهو روبوت يمكنه بناء جدران منزل به 3 غرف نوم وحمامين في أقل من 3 أيام، والسرعة ليست هي ميزته فقط، بل وكذلك هو أكثر كفاءة وأكثر دقة وأمانا من العمل البشري». ويوضح «بناء المنزل العادي يولد 17 مترا مكعبا من النفايات، الأمر الذي يؤدي إلى تكاليف كبيرة ماليا وبيئيا، بينما هادريان إكس يبني ويخلف نفايات أقل بكثير من طرق البناء التقليدية. وهو لا يحتاج أي يد بشرية، وهذا يعالج مشاكل نقص المواهب ويحل مشاكل التباعد الاجتماعي». روبوت بلا عوائق بنت شركة Boston Dynamics الأمريكية للهندسة وتصميم الروبوتات الروبوت Spot للذهاب إلى حيث لا يستطيع الآخرون. على عكس الروبوتات ذات العجلات والمتعقبة والمحدودة بالدرج والفجوات والعوائق على مستوى الأرض مثل الكابلات والاختلافات الطفيفة في الأرضيات، يمكن ل Spot التنقل في التضاريس الصعبة غير المنظمة أو غير المعروفة أو المتنافسة بسهولة. يستخدم العملاء في مساحة البناء الروبوت لتوثيق تقدم البناء بشكل مستمر مع بيانات الصورة، ومراقبة معايير صحة وسلامة العمال في مواقع العمل». كما طورت شركة تكنولوجيا البناء تكاملاً خاصًا مع روبوت سبوت، بما يجلب صور بزاوية 360 درجة لمشاريع البناء، وهذا يؤمن مصدرا واحدا للحقيقة يتم تحديثه باستمرار، ويمكن أصحاب العمل من إمكانية الوصول إلى الموقع عن بُعد من أي مكان بمجرد فتح سجل التقدم الرقمي لأي موقع إنشاء في متصفح الويب الخاص بهم على أي جهاز، وهذا مفيد في الأوقات الحالية من السفر المحدود. روبوتات ثلاثية الأبعاد طورت شركة ICON المبتدئة في الولاياتالمتحدة برنامج الروبوتات للطباعة ثلاثية الأبعاد والمواد المتقدمة القادرة على طباعة منازل كاملة ثلاثية الأبعاد في حوالي 24 ساعة. تم تحقيق فوائد قطع الأسلاك الروبوتية في مبنى كيرك كابيتال في الدنمارك، حيث قامت الروبوتات أوديكو بمعالجة وتصنيع 4500 متر مكعب من القوالب لما سيصبح أول مثال عالمي لبناء خرساني باستخدام هذه التكنولوجيا، كما قامت شركة Odico بأتمتة إنتاج بروفيلات الألمنيوم لمبنى Opus في دبي، لتسريع الإنتاج بنسبة 300 %. يقول سوندرجارد «لقد ساعدنا حتى الآن في أتمتة 250 مشروعًا في 7 دول». «نأمل في تقديم مزيد من المساعدة من خلال Factory On The Fly - أحدث ابتكاراتنا التي تجمع تكنولوجيا الروبوت لدينا وحدة قابلة للنقل بسهولة، ويمكن للمستخدمين التحكم فيه باستخدام أجهزة iOS أو Android اللوحية القياسية»، ويؤدي Factory On The Fly مجموعة واسعة من مهام التصنيع المختلفة بدءا من إنتاج القوالب، وانحناء التعزيز وقطع الورق. من خلال أتمتة تصنيع المنتجات ذات الأبعاد المخصصة بالسرعة الآلية، يساعد Factory On The Fly المستخدمين على توفير التكاليف وتسريع العمليات التي تستغرق وقتًا تقليديًا. بدورها، طورت شركة الأتمتة النرويجية Rebartek حل روبوت للتصنيع المسبق لأقفاص حديد التسليح، وبذلك ستوفر 90 % من الوقت والعمل على المسار الحرج لمشروع البناء. كفاءة واستدامة يؤكد مدير فريق البناء في شركة برايس ووترهاوس كوبرز، لي ويلكينسون على أنه «من الواضح أن احتضان التكنولوجيا والابتكار يمكن أن يكون لهما تأثير إيجابي على الكفاءة والاستدامة بشكل عام. مع ذلك، هناك مخاوف واسعة من أن الروبوتات قد تعني فقدان الوظائف، لكن بيرز يقدم تطمينات «الوظائف التي ستقوم بها الروبوتات تميل إلى أن تكون أقل الوظائف المرغوب فيها». ويضيف «ستخلق الروبوتات وظائف أكثر بكثير مما تحل محلها، البشر رائعون في القيام بمجموعة متنوعة من الأشياء، في حين تميل الروبوتات إلى القيام بشيء واحد جيد جدًا. يجب أن نتحدث عن البشر والروبوتات، وليس البشر أو الروبوتات». معالجة مشكلة تعالج الروبوتات مشكلة نقص المواهب المتزايدة، ووفقًا لدراسة أجرتها مجموعة L&Q Group، فإن أقل من واحد من كل عشرة شباب قد يفكر في مهنة البناء، يقول ترومر «كان البناء تقليديًا صناعة قديمة الطراز بدرجة منخفضة من الابتكار ودرجة عالية من الرجولة، وهذا يجعل صناعتنا غير جذابة تمامًا للعقول الذكية، من خلال إدخال التكنولوجيا المتطورة في الصناعة ودفع الحدود، نجعلها أكثر جاذبية للمواهب». في النهاية، في حين لا يزال هناك طريق يجب قطعه قبل أن تستفيد الصناعة بالكامل من ابتكارات اليوم، هناك علامات مشجعة لقطاع مهيأ للتعطيل. يقول ديفيد رايت، الشريك في شركة Deloitte «نتوقع أن يستمر التركيز على الأتمتة خلال السنوات القادمة».