الحوار مبدأ شرعي هدفه الوصول إلى إصابة الحق، والوصول إلى الحقيقة والرضا والتسليم به، ومهما كان للطرف الآخر من وجهة نظر فهي تحترم. يقودنا هذا إلى مبدأ إحقاق الحق، وهذا ما ننشده بين إخواننا أهل اليمن، سواء أتباع الانتقالي أو الشرعية التي يقودها عبد ربه منصور هادي مجرد البحث عن الحقيقة والحق، والذي يوصلنا إلى استقرار اليمن الشقيق مهما تنازل طرف لآخر حتى نصل إلى صُلب الحقيقة، والخروج من اجتماعات طال أمدها تجاوزت أشهرا عما وُقّعَ في الرياض بحضور المملكة والإمارات والمراقبين وكل مخلص لليمن. إن ما اُعلن عنه مؤخراً من موافقة الأطراف اليمنية للعودة الرياض لإنجاح اتفاق الرياض، يحمل تباشير خيرَّة لكل أهل اليمن، ولمصلحة من يحصل هذا الخلاف وتطول حرب اليمن؟ مما يعطي العدَّو المتربص «الحوثيون» فرصة للتوسع وخرق كل مواثيق الأممالمتحدة والقانون الدولي، والذين ما زالوا يعيثُون في الأرض فساداً على مرَّ السنوات الماضية، ومن بينها حروب 2006 وما تلاها إلى اليوم، والذي حصل معه الانقلاب على الشرعية اليمنية، رغم المناشدات الأممية وخرق القانون الدولي، والذي أصبح حديث المجتمع الدولي، إذ كانت ولا زالت أكبر مهدد للمنطقة بتجاوزاتها المدعومة من إيران، وإطلاقها الصواريخ الباليستية على المدنيين، وزرع الألغام، فأصبحوا حرباً على الأشقاء في اليمن، وسط صمت دولي واضح للعيان. هناك مُستفيد من استمرار هذه الحرب التي أكلت الأخضر قبل اليابس، مع أن المملكة سعت بجهود مباركة على أعلى المستويات، فأعلنت عاصفة الحزم لصد تجاوزات الميليشيات الإيرانية الحوثية، وحيدتّ مشروعهم ولله الحمد، وأطلقت بعدها ب 35 يوماً إعادة الأمل للشقيقة اليمن عبر عدة مسارات، يأتي في مقدمتها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وبرامجه المتعددة من برنامج مسام لنزع الألغام، مركز زراعة الأطراف، وإنشاء المستشفيات، ومحاربة الكوليرا، وبناء مشروع الطاقة في جنوب اليمن، ومشاريع الإنماء التي يشرف عليها سفير خادم الحرمين الشريفين في اليمن علي آل جابر وغيرها من الجهود، والتي يأتي من ضمنها اتفاق الرياض الذي كان من قبل أشهر عندما برز الخلاف بين الانتقالي والشرعية في اليمن، ورسمت سياسة العودة والمصالحة بين الطرفين، لكن قوى الشر من الإخونجية لا يريدون مصلحة الشعب اليمني، لذلك نجدهم يراوغون في التسليم بمصلحة اليمن العليا، وهدوء الأحوال والمضي في التنمية، حتى أحدثوا شرخاً جديداً في جنوب اليمن مرة أخرى، وأحدثوا الفوضى في خلافاتهم مع الشرعية، حتى لاحت من جديد فرصة، وجدت المملكة فيها ملجأ لأهل اليمن، فقالوا لهم تعالوا إلى كلمة سواء، لعل العقلاء في الانتقالي والشرعية يتدارسون أمرهم من جديد في اجتماع آخر في الرياض، ليكون ورقة نجاح للمصالحة والاتفاق لتوحيد الجهود وطرد الحوثي الذي يعتبر هذا الخلاف أحد مكتسباته بكل أسف. لكننا سنجد هذه المرة بإذن الله الاتفاق على كلمة واحدة يلتئم من خلالها اليمنيون بكافة أحزابهم وطوائفهم. وتبدأ حركة التنمية من جديد بعد نجاح هذا الاجتماع إن صدقت النوايا وأخلصوا لبلدهم وأجمعوا على الوحدة، وتنفيذ بنود الرياض والتوحد لطرد هذا الانقلابي الحوثي المدعوم من إيران، حتى ينعم اليمن السعيد، ويكون اسما على مسماه، وما ذلك على الله بعزيز.