تحت رعاية معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة تقيم جمعية المسرحيين السعوديين يوم غدٍ الخميس فعاليات "مهرجان الفرق المسرحية الأول"، وذلك بمركز الملك فهد الثقافي بالرياض، ويستمر لمدة ستة أيام. وستشارك في المهرجان ست فرق مسرحية، ممثلةً في فرق: مسرح الشباب وستقدم مسرحية "الرؤيا"، وفرقة السمار المسرحية وستقدم مسرحية "مزحلي.. جدّلي"، وفرقة مسرح الطائف وستقدم مسرحية "كنا صديقين"، وفرقة نورس المسرحية وستقدم "مريم وتعود الحكاية"، وفرقة محترف كيف المسرحية وستقدم "البرمائي"، وفرقة تبوك المسرحية وستقدم "سعيدان والزير سالم"، كما سيتم تقديم العديد من الجلسات النقدية والتي ستقام في ختام كل مسرحية، إضافة إلى ندوة عن "الدراسات العلمية النسائية السعودية" وهي الندوة الوحيدة التي ستنعقد في فندق كوب لرجال الأعمال فيما تتواصل فعاليات المهرجان في مركز الملك فهد الثقافي. كما سيكرّم المهرجان في حفل افتتاحه وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية سابقًا الدكتور عبدالعزيز السبيّل. نحن غير قنوعين!! إلى ذلك لفت رئيس جمعية المسرحيين السعوديين والمدير العام لمهرجان الفرق الأهلية الأول أحمد الهذيل إلى أن المسوّغ وراء تأخر إقامة مثل هذا المهرجان منذ أن انطلقت جمعية المسرحيين السعوديين في عام 1428ه، يعود إلى عدم وجود ميزانية ثابتة للجمعية، مشيرًا إلى أن دور الجمعية ليس تنفيذيًا وإنما إشرافيًا، متمنيًا أن تحظى الجمعية بالميزانية الثابتة لكي تستطيع تنفيذ برامجها ومشروعاتها المستقبلية. وعن المهرجان قال الهذيل: مثل هذا المهرجان جاء بناء على أفكار كانت طُرحت مسبقًا من قبل أعضاء مجلس إدارة الجمعية وبعد استحسان هذه الفكرة استطعنا وبحمد الله بلورتها إلى عمل يجتمع فيه المسرحيون لنترجم عملنا إلى واقع بعد أن خاطبنا وزارة الثقافة والإعلام ووجدنا الترحيب والدعم الذي كنا ننشده بعد أن رفعنا لهم بميزانية مقترحة لهذا المهرجان وشرعنا في العمل والتجهيز للمهرجان ونحن في طور التنفيذ، وفي حقيقة الأمر أننا تحمسنا لهذا الأمر برغم التحديات والمعوّقات والعراقيل، ولكننا استطعنا التغلب عليها لتكون مثل هذه الخطوة انطلاقة فعلية للجمعية من خلال تقديم الفرق المسجلة في الجمعية وتحفيزها وإظهارها بشكل جيد، وليس هذا هو أول المطاف، فلقد قدمنا بعض الملتقيات السابقة ولن نتوقف عند هذا الحد فقط، بل سنسعى لاستمرارية أي نشاط أو موضوع يخدم المسرح والمسرحيين ويحقق تواجدهم ويدعم إبداعاتهم، ولكي نستطيع الانطلاق بشكل أفضل يجب أن تتوفر لدينا الميزانية الثابتة لكي نستطيع الاستمرار في تقديم مشروعاتنا المسرحية لأننا غير قنوعين بما تقدمه الجمعية لسبب واحد وهو أن إمكانياتنا وطموحاتنا أكبر وليس لها حدود، ونحن قمنا بمخاطبة جميع الفرق التي تنضوي تحت مظلة الجمعية وهي 15 فرقة ولكن لم يكن من الفرق المسرحية ذات الجاهزية حاليًا سوى 6 فرق. الثقل الديودرامي المسرحي!! "الأربعاء" وبمناسبة انطلاقة مهرجان الفرق المسرحية الأول استطلع آراء عدد من المخرجين المسرحيين المشاركين في المهرجان الذي تشرف عليه وتقيمه جمعية المسرحيين السعوديين.. وفي هذا الصدد يشير مخرج مسرحية "البرمائي" رئيس فرقة "محترف كيف" الفنان ياسر مدخلي بالقول: إن مهرجانًا مثل هذا يعد نقلة نوعية في الحراك المسرحي ويعتبر خطوة مهمة للمسرح وللفرق الأهلية التي تعد من أهم المنتجين للمسرح بأنواعه، وفي الحقيقة لقد سعدنا بترحيب جمعية المسرحيين السعوديين واهتمامها بمشاركتنا من حيث توفير كل الإمكانيات، وأنا متفائل بنجاح هذا المهرجان، وفي الواقع لا تهم الجوائز بقدر ما يهم المشاركة التي تعبّر عن وجود مسرح أهلي قادر على تقديم دور فاعل في المشهد المسرحي السعودي، وأوجّه الشكر بهذه المناسبة إلى صاحب الفكرة ومدير المهرجان والمنسق العام وأتمنى أن تكون مشاركاتنا نحن الفرق المسرحية الخاصة ذات مستوى متقدِّم فنيًا وثقافيًا وهو ما يعزّز الهوية الوطنية لأبناء هذا البلد لنصنع مسرحًا يصنع الكثير لمجتمعنا. جدير بالذكر أن مشاركة فرقة "محترف كيف للفنون المسرحية" تأتي بالتجربة المسرحية "البرمائي" التي لاقت صدى جيدًا خلال عرضها قبل أسبوعين في جدة برغم أنها تجربة ديودرامية مثقلة بالمعطيات المختبرية التي نطبّقها عادة على الجمهور المتواجد خلال عرض المسرحية. طفلتنا مريم القاصر!! من جانبه تحدث الممثل بفرقة "النورس المسرحية" الفنان ياسر الحسين قائلًا: لا بد من دعم هذا المهرجان بكل قوة، فجمعية المسرحيين السعوديين مرّت بظروف قاهرة في الفترة الأخيرة، وكأن وزارة الثقافة والإعلام تخلّت عنها بعض الشيء، ليأتي هذا المهرجان ويثبت أن المسرحيين سيقفون وبكل ما أوتوا من قوة لمؤازرة جمعيتهم، ولا بد من إثبات وجود هذه الجمعية بأي طريقة كانت لأن دورها مهم، وأما عن الأهم في المشاركة ليس مشاركتنا -رغم أهميتها- إنما الأهم من ذلك هو لقاء المسرحيين ببعضهم البعض في هذا المهرجان الأول من نوعه، ويأتي ذلك كنوع من دعم الحراك المسرحي في المملكة ممثلًا في جمعية المسرحيين السعوديين، وأما عن عدم المشاركة النسائية، فهذا السؤال الذي يتكرر في كل ملتقى، ولكن ينبغي الإشارة هنا إلى أن لدينا العادات والتقاليد والأعراف والتي لا نستطيع أن نتجاوزها، وفي اعتقادي أن الأمر لم يعد مشكلة لأن المسرح السعودي تكيّف على هذا الوضع ولم يعد هناك إشكال من عدم وجود المرأة أم لا برغم مشاركتنا بطفلة قاصر في المسرحية ستقوم بدور مريم. بيروقراطية وستة تصاريح!! ويقول الممثل طلال المالكي عن "مجموعة السمّار المسرحية": حسب علمي أن هذا أول مهرجان من نوعه للاحتفال بالمسرح في المملكة من حيث التنظيم وكثافة الفرق المسرحية المشاركة، وهذه خطوة إيجابية تُحسب لجمعية المسرحيين السعوديين، تلك الجمعية التي مرّت بفترة ركود، حيث لم يكن هناك أي شيء يستحق الذكر، وباتصالنا مع الإخوان أعضاء مجلس الإدارة كان لديهم الكثير من المعوّقات ولكن بحمد لله استطاعوا وفق ما أشاروا لنا من التغلّب على هذه المعوّقات، ونرجو أن يكون المهرجان هذا انطلاقة جديدة لجمعية المسرحيين السعوديين، وأما الفرق المسرحية في المملكة فالحقيقة لقد ظُلمت كثيرًا، حيث كانت بين مطرقة الوزارة والإمارة وسندان الجمعية والتصاريح، حيث كان هناك من لديه تصاريح وهناك من لم يُمنح تصاريح وهناك من يعمل في الخفاء بطرق ملتوية وهناك بعض الشللية والمحسوبيات ولكننا نأمل أن يُقنن هذا الشيء بحيث تصبح مثل هذه الفرق الأهلية تحت مظلة معيّنة ولها راعٍ أو كيان تعود إليه بحيث يكون مرجعية رسمية لها، فنحن كمسرحيين نعاني، فدائمًا ما يتكرر السؤال: هل نأخذ التصاريح من الإمارة؟ أم من الغرفة التجارية؟ أم من جمعية الثقافة والفنون؟ أم من جمعية المسرحيين؟ ونحن إلى الآن نعاني من هذه المسألة لدرجة قد تتفاجأ عندما تجد أن رئيس الفرقة لديه ستة تصاريح.. تصريح من الإمارة وتصريح من الغرفة التجارية وتصريح من جمعية الثقافة والفنون وكل تصريح يُدفع فيه مبلغ وقدره.. مع العلم أن مثل هذه الفرق ليست ربحية وليس لها أي إيراد. ندوة لسد الفراغ الكاتبة والمخرجة المسرحية أمل الحسين تقول: اسمي لم يُدرج ضمن أعضاء جمعية المسرحيين السعوديين رغم اهتمامي بالمسرح ورغم أن الجمعية لم تستثن ِأحدًا من الجنسين، وإذا كان هناك من قصور فهو منّا نحن المسرحيات، إذ لو أردنا الانضمام للجمعية فستفتح أبوابها لنا بكل تأكيد، وفي تصوري أن الجهد هو نفسه الذي تتّخذه الجمعية في التعامل مع الجنسين، وبشكل عام ومن المنطقي أن تتواجد أربع مهتمات بالمسرح في الجمعية التأسيسية لجمعية المسرحيين السعوديين قياسًا بالوضع الاجتماعي العام، حتى المؤسسين وأعضاء لجنة التحكيم غالبيتهم من الرجال، فلو فرضنا أن هناك فرقة نسائية ستشارك في المهرجان فكيف سيكون التقييم، هل سيكون من قبل النساء، أم سيكون للسواد الأعظم وهم الرجال؟ وأما عن ندوة الدراسات العلمية النسائية السعودية في المسرح فأتوقع أنها تأتي من باب تغطية النقص المتمثّل في ضعف تواجد المرأة في المهرجان. مشاركة أطياف مختلفة وقال نايف البقمي المنسق العام للمهرجان ان المهرجان سيشهد ستة عروض وعقد ندوة عن الدراسات العلمية النسائية السعودية في المسرح، مشيرًا إلى أن المهرجان يمثّل عملًا من الأعمال المهمة التي تنظمها جمعية المسرحيين ونأمل مشاركة مختلف أطياف العمل الثقافي والفني لكي يتحقق الهدف الإيجابي من المهرجان وهو مشاركة جميع المسرحيين، وكل أمنياتنا أن يحقق المهرجان النجاح وأن يسهم في تقديم ما يخدم حركة المسرح السعودي. العروض مسائية هذا وسوف تقام جميع العروض المسرحية ابتداء من يوم غدٍ الخميس ولمدة ستة أيام في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض في تمام الساعة التاسعة مساء، وسيتم يوميًا تقديم عرض مسرحي واحد، ما عدا اليوم الأخير وهو يوم الاثنين 25 رجب وسيتم فيه عرض مسرحيتين. وبعد انتهاء كل عرض مسرحي ستقام ندوة تحليلية عن المسرحية التي تم عرضها، وسيشارك في الندوة يوميًا مجموعة من المتخصّصين والفنانين والمخرجين المسرحيين. وسيقام يوم غدٍ الخميس حفل افتتاح المهرجان وهو حفل سيكون مختصرًا ولا يتجاوز حدود النصف ساعة ويشتمل على كلمات خطابية وتعريف بالمهرجان وأهدافه وتكريم الدكتور عبدالعزيز السبيّل وبعدها سيتم تقديم العرض المسرحي الأول وهو لمسرحية "الرؤيا". أما حفل ختام المهرجان فسيكون يوم الثلاثاء 26 رجب ويشمل كلمات خطابية وفقرات متنوعة عن المهرجان.