اعتدنا قبل الحظر، أنا وصاحبي فلان ما غيره نجتمع إما عندي أو عنده، وطبعا طول الجلسة يتعبني بتنظيراته وأفكاره، وما بدّي أقول، شكاويه، لأنه حتما سيقرأ مقالي، وهات يا معاتب وكلام مش علي، قد الكلام، لكن أكبر وأمر، وأنا أمرر له بعض الخطب الرنانة عشان أسلم من عتبه ولسانه، وإن كان بالحقيقة طويلا. ولكن بأدب. المهم بيني وبينكم، استغليت منع الخروج من البيت، وقلت يا الله ما راح تحصل فرصة أفضل من هذه لا يقدر يجيك، وأنا ما أقدر أروح له، فاتصلت به بعد العشاء، وقلت له يا أخي شوف لك طريقةً وتعال نسولف ونطير طفش، فرد علي والشرر يتطاير من سماعة الجوال، طيب والعشرة آلاف ريال يا شاطر من يدفعها عني، بتطير طفشك على حسابي، رديت هذا الذي يهمك بس؟. النظام وصحتك أي كلام يعني، وإلا على قول المثل «مَس قلبي ولا تمس رغيفي». تنهد وسكت شوية، ثم قال إنت تعرفني أكثر، واحد يحب النظام، ومن يومي أحارب المخالفات، من الوقوف في المكان الممنوع إلى الواسطة اللي هي البوابة المفتوحة على مصراعيها لدخول الآنسة رشوة. قلت هنا، واستنى عليه وهي الرشوة، لسا آنسة، ما شيّبت، رد هي لو شيبت كان قلنا، فرجت. ولكنها كل ما لها تزداد حسناً في عين اللي ما خافوا الله عروس بنت 18، وكل يوم، يمكيجونها، ويعملون لها عمليات شد وترقيع، زي بعض الفنانات، اللاتي من كثر شد الخد يبغاله ضابط إيقاع ويطبل عليه. قلت كلامك جميل ولكن ليش ما قلت عروس بنت 14 زي ما كانوا يقولون، قال لا إنت باين عليك نايم في العسل، دا كان زمان جدي وجدتي، الآن في أنظمة تحفظ للبنت حقها إذا كانت أقل من 18. قلت له لما جات سيرة قيمة المخالفة سمعتك تتنهد، خير، قال أخوك تعبان وماني عارف إيش أسوي، رديت هات، نفس عن نفسك، قال تعرف المثل الذي يقول «الذي يشوف القبة يحسبها مزار»، الآن ينطبق علي وكأنه اتفصل على مقاسي، أنا الحمد لله بخير، لكن بعض الناس إذا شافك لبس كويس، وتركب سيارة مرسيدس ولو حتى أكل عليها الزمان وشرب، وما غسل أياديه، يحسبون ياما هنا يا ما هناك، وخاصة إذا كنت في عمل، وحضرتك كنت من ذوي المناصب التي قد تحسد عليها، وإنك من الذين هبروا هبرة دسمة ومش مهم كيف ولا من وين، يا عمي هذا تلقى أقل شيء عنده كدا مئة مليون، وما يدرون أنه ربما لا مليون، ولاهم يعدون، إنما حضرته مفلس ومديون. طبعا هات يا اتصالات ورسائل كلها طلبات عون، أقصد بعون يعني مساعدة، ولا تروحوا بعيد، طبعا استناني إذا سلفت أحد وعاد شفت وجهه، هذا غير اللي تلقاه قدامك في الفرح والترح، وعند المسجد، وإلحاح حتى تتمنى أن الفلوس ليتها ما اخترعت، ومش بعيد يطلبون شيك وغيرت جوالي كم مرة لكن هيهات، تقول عندهم الفانوس السحري، كلها كم يوم وتعود حليمة لعادتها القديمة. الإنسان مستور، والبيوت أسرار، أنا أسأل ما دام مسموح للشركات إعلان إفلاسها، يا ليت يكون مسموح للذي على قد حاله يعلن إفلاسه، رديت موجود صك إعسار، قال بعد الحظر تكفى دغري على المحكمة، وبالمناسبة إيش ذنب الخلق الذين لهم مساهمات في تلك الشركات فجأة يجدون أنفسهم على الحصيرة، ليش ما تجبر الشركات بتجنيب مبلغ ملزم ويكون كتأمين على أموال الناس لأجل لما يلهف اللصوص الفلوس، على الأقل يجد البقية رؤوس أموالهم. على أي حال أنا ما عندي ولا سهم ولا قوس مع أي شركة في العالم، عموماً ترى الحديث ذو شجون، قلت له هو باقي شجون كمان، قال وما خفي كان أشجن مع الناس التي لا ترحم، وصدق المثل الذي يقول «لا يرحمك ولا يخليك ولا وده الرحمة تجيك».