وصف الروائي محمد المزيني مسرحيي السعودية بأنهم يفتقدون للشجاعة، ومستسلمون للشكاوى، بعكس الروائيين الذين لم يرضخوا للرقابة، وتطرقوا لمواضيع جريئة في أعمالهم، مفيدا بأن هناك اتهامات للمسرحيين تؤكد أنهم لا يقرؤون. وأبدى المزيني استغرابه من عدم وجود أي نص من ال500 رواية حسب إحصائية خالد اليوسف قابل لأن يمسرح. وقال المزيني خلال ندوة "المسرح الكامن في الرواية السعودية" التي نظمها المنتدى الثقافي في جمعية الثقافة والفنون فرع الدمام، وأدارها القاص عبدالله الدحيلان، مساء أول من أمس: "إني أستغرب الانشغال على المسرح التجريبي الذي لا يتعاطى مع هموم المجتمع الذي مرّ بتحولات عديدة خلال الفترة الماضية والحالية، مسميا هذه الأعمال المسرحية ب"مسرحيات المناسبات والمهرجانات". ويرى المزيني أن كلا من المسرحيين يرى نفسه مسؤولا عن المسرح السعودي، وكل فرقة ترى أنها تستحق الوسام من أعلى الدرجات، مطالبا وكالة الشؤون الثقافية في وزارة الثقافة والإعلام بتبنّي هذا الهم وتوكيله إلى متخصصين لانتقاء عمل واحد مسرحي وتنفيذه، محملا الجهات المعنية بتسببها في وصول المسرح السعودي إلى العالمية رغم كونه لم يصل للمحلية. وأكد المزيني ل"الوطن" أن الروائيين أشجع من المسرحيين لتطرقهم لمواضيع ساخنة ذات عمق سياسي واقتصادي، ولم يستسلموا للرقابة على النصوص الكتابية، بعكس المسرحيين الذين استسلموا للواقع ويشكون حالهم، مضيفا أن المسرح يحتاج إرادة قوية للنهوض من المسرحيين أنفسهم ولا يجب انتظارهم للمباركة لأعمالهم، المسرح مباشر وردود أفعاله مباشره بعكس الروائيين فردود الأفعال على كتاباتهم تحتاج سنوات أحيانا، مفيدا أن هناك اتهامات أن المسرحيين لايقرؤون. ويرى الروائي محمد المزيني أن السعوديين يمتلكون أعمالا روائية جديرة بتمثيلها على خشبة المسرح، متعجبا من عدم الالتفات لها، قائلا "إن تبنى المسرحيين للنصوص المسرحية الجيدة ستحل شيئا من أزمة المسرح لدينا، إضافة إلى أنها ستقدمنا بصورة مختلفة إلى العالم، معتقدا أن هذا دور المؤسسات الكبرى ذات التوجيه العالي مثل الجامعات والأندية الأدبية وجمعية الثقافة والفنون". كما وجه المزيني عدة أسئلة عن الصدود عن الأعمال المسرحية، واللجوء إلى نصوص مسرحية تكاد تكون ملغزة وغير مفهومة في بعض منها؟ هل هذه القطيعة أو الجفوة مردها على ضعف كتاب المسرح، أم الخوف من التجربة بحد ذاتها؟. وذكر أن النص المسرحي يكتمل وجوده عندما يعرض على خشبة مسرح ويتفاعل بشكل حي ومباشر مع الجمهور، كما أن كل اللحظات في المسرح آنية، تتحقق من خلال المحاكاة.