تزامنا مع "مهرجان جدة 33" وارتفاع معدل الإشغال بجميع المراكز التجارية في عروس البحر الأحمر، ساهم ذلك في زيادة مرتادي الأسواق الشعبية في منطقة البلد وبعد النجاح الكبير الذي حققه المهرجان منذ انطلاق فعالياته وذلك للتوزيع الجغرافي الذي تميز به المهرجان هذا العام ساهم في تحقيق الهدف منه بعد أن أصبح الوصول للمواقع المقام بها فعاليات المهرجان أكثر سهولة. حيث استحوذت منطقة البلد على نصيب كبير من الاستفادة بجذب زوار مهرجان جدة 33 من خلال أسواقها الشعبية كسوق الندى، وسوق البدو، والكورنيش حيث أصبح هناك تزايد في عدد المصطافين من جميع مدن المملكة ودول الخليج، وذلك رغبة منهم في الحصول على منتجات تميزت بها أسواق البلد التاريخية، إلى جانب عروض الفرق الشعبية التي حرصت على تقديم مقطوعات بين الحين والآخر جذبا لزوار المهرجان . ففي سوق الندى قال البائع ببسطة للمسابح "عبدالسلام صالح"، يتربع على عرش سوق الندى بسطات المسابح وخواتم العقيق اليماني التي اشتهر بها بائعو البسطات داخل السوق، مما جعلهم مقصد زوار مهرجان جدة غير 33، مضيفا أن أغلب الزوار من القادمين من خارج جدة لقضاء الإجازة والتمتع بفعاليات جدة 33، وزوار جدة يجدون المتعة في قضاء أوقاتهم داخل الأسواق الشعبية لتميزها بمحافظتها على تاريخها العريق وتميز وجهات الدكاكين في السوق بالطراز الحديث الممزوج بالتصميم الحديث، موضحا أن بساطة المعروضات في داخل الدكاكين جذبت الزوار من مختلف المناطق لشراء المنتجات القديمة والحديثة في آن واحد. وعلى جانب آخر من سوق الندى يقف بائع للخرز والإكسسوارات التي يديرها منذ أكثر من 10 سنوات داخل محله المتواضع بعد أن امتلأ محله بالزائرات لشراء أشكال متنوعة من الخرز والإكسسوارات يقول سعيد با يسلم، منذ انطلاق مهرجان جدة 33 هذا الصيف أصبحت منطقة البلد مزدحمة بعدد كبير من زوار المهرجان وهذا ساهم في زيادة القيمة الشرائية لكافة محلات الخرز والدكاكين وبيع الفضة القديمة. وأكد "يأتي زوار مهرجان جدة لسوق الندى من أجل الحصول على وجبة من الأسماك في أشهر مطاعم الأسماك القديمة حيث اشتهر الموقع منذ القدم بوجود مطاعم الأسماك التي كانت إحدى مميزات السوق وبعضها قائمة حتى اليوم ولعلها الشيء الوحيد الذي ما زال باقيا من صورة السوق القديمة، حيث اشتهر محل أحمد سليمان بتقديم الأطباق الشهية من سمك الناجل والجمبري والصيادية على مدى أكثر من 80 عاما، وخلال جولة "الوطن" على سوق البدو التقت ببائع أقمشة عطية فايز الذي حرص على فتح أبواب محله منذ ساعات الصباح الباكر، يقول منذ بداية فعاليات صيف جدة ونحن نشاهد كثافة من الزوار على شراء الأقمشة، فهناك زوار من دول الخليج من الكويت والبحرين وعمان ونعتبرهم مكسبا لنا في عملية البيع والشراء حيث إن هؤلاء الزوار يحرصون على شراء كميات كبيرة من الأقمشة عبارة عن "طاقة كاملة" من كل نوع فهم يحرصون على ذلك في كل عام خلال تواجدهم في مهرجان جدة، من أجل تقديم هذه الأقمشة كهدايا أو المتاجرة بها في بلادهم، مؤكدا أن سوق البدو يحمل انطباعا خاصا لجذب الزوار بما يتميز به من معروضات قل أن تجدها في الأسواق الأخرى، إلى جانب الحرص على تقديم عروض مغرية تتوافق مع زوار فعاليات جدة حيث تقوم مجموعة من الفرق الشعبية في ساحة بيت نصيف بتقديم عروض شعبية قديمة لإدخال المتعة للزوار.