في ظل الفوضى السياسية التي تشهدها أفغانستان، وخروقات للاتفاق وهجمات من حركة طالبان، وصل وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إلى العاصمة الأفغانية كابول، أمس، غداة أول جلسة محادثات بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان، لبحث تبادل الأسرى والسجناء، وهي الخطوة الرئيسية لإحلال السلام، إثر اتفاق هشّ وقّعته واشنطن مع المتمردين الشهر الماضي. مغامرة بومبيو في الوقت الذي وصفت وكالة بلومبيرج زيارة وزير الخارجية الأمريكي لكابول بالمغامرة، يقلل مراقبون من فرص نجاح اتفاق السلام الموقّع بين الأمريكيين وطالبان، في ظل تفشي فيروس كورونا، وتعقد الحالة السياسية في كابول، بوجود رئيسين بعد الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل، التي أجريت العام الماضي. ووفق تقرير لصحفي يرافق وزير الخارجية الأمريكي، كان المبعوث الأمريكي الخاص، المفاوض الرئيسي مع طالبان في المحادثات الأخيرة زلماي خليل زاد، في استقبال بومبيو بأفغانستان، بعيد وصوله إلى مطار كابول، كما سيلتقي بومبيو بالرئيس أشرف غني، وخصمه عبدالله عبدالله رئيسَي البلاد. تبادل الأسرى وضع الاتفاق إطارا لانسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، بعد تدخلها في اجتياحها أفغانستان عام 2001، فيما غرّد المبعوث الأمريكي قائلا «من المُلِحّ» التوصل سريعا إلى خطة لتبادل الأسرى والسجناء، كما ينص الاتفاق بين الأمريكيين وحركة طالبان، مع ما يحمله انتشار فيروس كورونا المستجد من تعقيدات. اتفاق السلام ينص الاتفاق على الإفراج عن 5 آلاف مقاتل من حركة طالبان موقوفين لدى كابول، ونحو ألف عنصر من القوات الأفغانية يعتقلهم المتمردون، غير أن الحكومة الأفغانية لم تشارك في المفاوضات التي أفضت إلى الاتفاق بين الأمريكيين وحركة طالبان. وبعدما رفضت الحكومة الأفغانية -بدايةً- الإفراج عن سجناء طالبان، أعلن غني أن السلطات ستطلق 1500 متمرد «كبادرة حسن نية»، مع خطط للإفراج عن 3500 سجين بعد انطلاق المحادثات، لكن طالبان رفضت ذلك العرض. تراجع احتمالات التوصل لسلام داخلي المأزق السياسي الأفغاني بوجود رئيسين تواصل القتال وهجمات حركة طالبان انشغال العالم بمكافحة فيروس كورونا رفض طالبان خطة الإفراج الجزئي للأسرى