تقع محافظة القريات في أقصى شمال المملكة، وتبعد عن الحدود الأردنية مسافة 30 كلم، وتعتبر المدينة الثانية بعد مدينة سكاكا العاصمة الإدارية لمنطقة الجوف. القريات اسم جمع وتصغير لقرى متجاورة هي: كاف، إثره، منوه، القرقر، عين الحواس، كانت تعرف قديما بمسمى (قريات الملح)، بسبب شهرتها بإنتاج الملح وتصديره للعراق والشام، حيث كان الملح سلعة ثمينة وأحد أهم مصادر الدخل للسكان. بعد توحيد المملكة العربية السعودية على يد المغفور له جلالة الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - بدأت مشاريع التنمية وتوطين البادية، من خلال عدد من المشاريع أهمها الزراعية آنذاك، وكانت القريات مدينة زراعية تميزت بمنتجات، أهمها الزيتون الذي انتقلت زراعته تدريجيا لباقي مدن منطقة الجوف، ليشكل هوية للمنطقة عموما وللقريات خصوصا، حيث عرفت مؤخرا بمدينة الملح والزيتون. من أهم أسباب نجاح وتقدم المدن تكريس هوية وصناعة ترتبط باسم المدينة وتكون مرادفا لها، كما عرفت القريات قديما بالملح وحديثا بالزيتون، فكلاهما منتج تجاري يعد رافدا اقتصاديا للمدينة، وهذا ينطبق على أغلب مدن العالم التي تمتلك شهرة تميزها، وقد تكون هوية خاصة بها. تقدم المدن يقاس بنمو اقتصادها، حيث يعمد كثير من المدن على صناعة هوية لها تسهم في نموها الاقتصادي، لا تزال تمتلك مدينة القريات فرصة جديدة لبلورة هوية تميزها على مستوى المملكة، من خلال تفرد صحاريها بنمو أشجار الرتم ذات الزهور البيضاء برائحتها الزكية التي تشكل خليطا من الياسمين والفل، وقد تشكل رافدا اقتصاديا من خلال منتج العسل والاستخدامات الطبية. نجدد التفاؤل بالدعوة لتنظيم منتدى الاستثمار السياحي بمنطقة الجوف لبحث فرص تنمية الاقتصاد الأخضر، والموافقة على تنظيم مهرجان الرتم السياحي بالقريات كسادس مهرجان نوعي مرتبط بمنتجات بيئية تميز منطقة الجوف.