يبذل مثقفون ودبلوماسيون مصريون جهودا حثيثة لإحضار جثمان المفكر المصري أنور عبدالملك الذي توفي في مستشفى بباريس، حيث أقام في السنوات الأخيرة ومنها كان يرسل مقاله الأسبوعي في صحيفة "الأهرام" بالقاهرة. وقال مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية ضياء رشوان "نحاول أن نأتي به للقاهرة.. هناك جهود تبذل مع السفارة الفرنسية بعد التنسيق مع قريب له في القاهرة"، حيث إن للمفكر الراحل بنتا وحيدة تعيش في النمسا ولابد أن توافق الأسرة على نقله للدفن في القاهرة. وعبدالملك الذي توفي في مستشفى بباريس مساء الجمعة الماضي ظل يتواصل مع قضايا مصر والعالم العربي التي كانت محورا لاهتماماته الفكرية، حيث كان مهتما بعلم الاستشراق. ففي عام 1963 نشر عبدالملك مقالا عنوانه "الاستشراق في أزمة" ربط فيه بين دراسات بعض المستشرقين والاستعمار الذي كانت تلك الدراسات تمهيدا له وأحدث المقال جدلا واسعا كان بعض المستشرقين طرفا فيه. ثم جاء كتاب المفكر الفلسطيني إدوارد سعيد "الاستشراق" عام 1978 ليضع أسس هذا العلم ويقول إن الشرق شبه اختراع أوروبي. ولد عبدالملك في القاهرة في أكتوبر 1924 ودرس الفلسفة في جامعة عين شمس ثم نال الدكتوراه في علم الاجتماع من جامعة السوربون في باريس وعمل في المركز القومي للبحوث بمصر كما كان محاضرا زائرا في عدة جامعات عربية وأجنبية إضافة إلى عضويته في عدة هيئات وجمعيات علمية وأكاديمية عربية ودولية. ونال عبدالملك الميدالية الذهبية من أكاديمية ناصر العسكرية عام 1976 وجائزة الصداقة الفرنسية العربية عام 1970 كما فاز عام 1996 بجائزة الدولة التقديرية فى العلوم الاجتماعية التي كانت أرفع الجوائز المصرية آنذاك. وحظي عبدالملك باحترام كبير منذ أصدر كتابه الأول "مدخل إلى الفلسفة" عام 1957 وله كتب أخرى منها "الجيش والحركة الوطنية" و"المجتمع المصري والجيش 1952-1970" و"الفكر العربي في معركة النهضة" و"نهضة مصر" و"ريح الشرق" و"تغيير العالم" و"الصين في عيون المصريين" و"المواطنة هي الحل".