رويترز - يبذل مثقفون وديبلوماسيون مصريون جهوداً حثيثة لإحضار جثمان المفكر المصري أنور عبدالملك الذي توفي في مستشفى في باريس حيث أقام في السنوات الأخيرة، ومنها كان يرسل مقالته الأسبوعية التي تصدر في صحيفة «الأهرام». وقال مدير «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» ضياء رشوان: «نحاول أن نأتي به إلى القاهرة. هناك جهود تبذل مع السفارة الفرنسية بعد التنسيق مع قريب له في القاهرة»، علماً أن للمفكر الراحل ابنة وحيدة تعيش في النمسا ولا بد أن توافق الأسرة على نقل جثمانه لدفنه في وطنه. وعبدالملك الذي توفي في مستشفى باريسي مساء الجمعة الماضي، ظل يتواصل مع قضايا مصر والعالم العربي التي كانت محوراً لاهتماماته الفكرية. كتب بالعربية والفرنسية، وكان بين مفكرين قلائل وجه النقد إلى تجربة الحكم العسكري بعد ثورة 23 تموز (يوليو) 1952، خصوصاً في كتابيه «الجيش والحركة الوطنية» و «المجتمع المصري والجيش». وفي عام 1963 نشر مقالة بعنوان «الاستشراق في أزمة» ربط فيها بين دراسات بعض المستشرقين والاستعمار الذي كانت تلك الدراسات تمهيداً له. وأحدثت المقالة جدلاً واسعاً كان بعض المستشرقين طرفاً فيه. ثم جاء كتاب المفكر الفلسطيني إدوارد سعيد «الاستشراق» عام 1978 ليضع أسس هذا العلم ويقول إن الشرق شبه اختراع أوروبي. ولد عبدالملك في القاهرة في تشرين الأول (أكتوبر) 1924 ودرس الفلسفة في جامعة عين شمس ثم نال الدكتوراه في علم الاجتماع من جامعة السوربون في باريس، وعمل في المركز القومي للبحوث بمصر، كما كان محاضراً زائراً في جامعات عربية وأجنبية إضافة إلى عضويته في هيئات وجمعيات علمية وأكاديمية عربية ودولية. نال الميدالية الذهبية من أكاديمية ناصر العسكرية عام 1976، وجائزة الصداقة الفرنسية - العربية عام 1970. كما فاز عام 1996 بجائزة الدولة التقديرية فى العلوم الاجتماعية التي كانت أرفع الجوائز المصرية آنذاك. حظي عبدالملك باحترام كبير منذ أصدر كتابه الأول «مدخل إلى الفلسفة» عام 1957. وله كتب أخرى: «الفكر العربي في معركة النهضة» و «نهضة مصر» و «ريح الشرق» و «تغيير العالم» و «الصين في عيون المصريين» و «المواطَنة هي الحل».