يمر العديد من الأشخاص خلال رحلتهم التعليمية في الابتعاث الخارجي بالكثير من المشكلات والصعوبات النفسية والاجتماعية جرّاء الانتقال من بيئتهم الأصلية إلى بيئة أخرى مختلفة. وتشكل البيئة الجديدة للمبتعث ضغطًا هائلًا على صحته النفسية، خاصةً للذين لم يخرجوا يومًا بعيدًا عن إطار الأهل والمجتمع، حيث تعد تلك البيئة مواجهة صعبة لثقافة جديدة، مختلفة كليًا، ومجتمع آخر خال من الأصدقاء والمعارف، مما يُشعر المبتعث بالوحدة وانعدام الدعم، فيكون أكثر عرضة للإصابة بالاضطرابات النفسية. نوبة الهلع ذكرت الإخصائيّة النفسية، فهدة باوزير أن الطالب المبتعث أكثر عرضة للإصابة بالقلق والتوتر أو ما يسمى «نوبة هلع الابتعاث»، نظرًا للتغيرات التّي حدثت في حياته، مؤخرًا، مثل: الاختلاف الكبير في نظام الدراسة الذّي يجعله تحت ضغط هائل ليثبت جدارته، وابتعاده المفاجئ عن أهله وأصدقائه، وضرورة تأقلمه السريع مع سكنه ومنزله، واختلاف الأنظمة والقوانين في البيئة الجديدة عن بيئته الأصلية. التشخيص النفسي أردفت باوزير أن الكثير من المصابين بنوبة الهلع يجهلون التشخيص النفسي لتلك الأعراض، فغالبًا ما يسرع المصاب بالذهاب إلى المستشفى عند شعوره بالضيق أو عند ازدياد نبضات القلب، ثم بعد ظهور النتيجة واتضاح سلامته الجسدية؛ ينتبه المصاب أن ذلك يحدث بسبب الضغط النفسي والجسدي الذّي بدوره تسبب في القلق والتوتر، وأنه عاجز عن مساعدة نفسه. مؤكدة أن الوقاية مهمة لتفادي تلك المرحلة، ويكون ذلك بالتهيئة النفسية من خلال حضور دورات الإرشاد النفسي قبل الابتعاث، أو الذهاب إلى جلسات وقائية بإشراف معالج نفسي؛ يوضح للمبتعث ما قد يتعرض له من اضطرابات نفسية واجتماعية خلال فترة ابتعاثه. أما العلاج فيكون بزيارة مختص، والتواصل المستمر مع المعالج النفسي، مشددة على أهمية تنظيم الوقت، والموازنة بين الدراسة والترفيه، والحرص على عدد ساعات النوم وتنظيمها، لما في ذلك من أثر واضح على الصحة النفسية بشكل عام. أعراض نوبة هلع الابتعاث: -ارتفاع نسبة القلق -ضيق في التنفس -يشعر أن حياته ستنتهي أو سيصاب بالأمراض. -التنميل والإحساس بالدّوار -شعور بحرارة في الجسم