القلق العام مع سرعة التغير الاجتماعي، وعصوبة التكيف مع التطور الحضاري السريع، والتفكك العائلي وتزايد عدد حالات الطلاق وصعوبة تحقيق الذات وارتفاع مستويات الطموح، كل ذلك يخلق الصراع النفسي والقلق عند الكثير من الافراد مما يجعل القلق النفسي هو محور البدء بالاضطرابات العصبية ولعلنا نستطيع أن نعرف القلق النفسي بأنه شعور عام غامض غير سار بالتوجس والخوف والتحفز والتوتر مصحوب عادة ببعض الاحساسات الجمسية، خاصة زيادة نشاط الجهاز العصبي اللاإرادي ويأتي في نوبات تكررة مثل الشعور بالفراغ من «فم المعدة» أو ضيق في التنفس او الصداع او كثرة الحركة. البعض يحاول التفرقة بين الخوف والقلق على الرغم من انهما قد يكونا وحدة ملتصقة. فبالنسبة للخوف على سبيل المثال، شعور الفرد بالخوف عندما يجد سيارة مسرعة تجاهه في وسط الطريق، يختلف ذلك تماما عن شعوره «بالخوف والقلق معا» عندما يقابل بعض الغرباء الذين لا يستريح لوجودهم معه. ولمزيد من التوضيح نجد أن هناك فرقا بينهما من الناحية الفسيولوجية. الخوف الشديد، يصاحبه نقص في ضغط الدم. القلق الشديد ، يصاحبه زيادة في ضغط الدم. الخوف الشديد، يصاحبه ارتخاء في العضلات وقد يؤدي الى إغماء . القلق الشديد، يصاحبه توتر بالعضلات وعدم استقرار وكثرة الحركة. أعراض القلق: الأساس الفسيولوجي للقلق: تنشأ أعراض القلق النفسي من زيادة في نشاط الجهاز العصبي اللاإرادي بنوعيه ويأخذ شكل الأعراض التالية: ارتفاع ضغط الدم زيادة ضربات القلب زيادة افراز الادرينالين فتزيد نسبة السكر في الدم مع زيادة العرق وجفاف في الحق وكثرة التبول، واضطرابات في الهضم والنوم. الأعراض الاكلينيكية للقلق النفسي: 1- القلق الحاد: أ- حالة الخوف أو الهلع ويأخذ الأعراض التالية. التوتر الشديد القلق الحاد المصحوب بكثرة الحركة، سرعة التنفس، نوبات من الصراخ والبكاء، يصيب الفرد بالاعياء الشديد. ب- الرعب الحاد: من أهم ما يميز هذه الحالة هو عدم الحركة والسكون وتقلص العضلات وهنا لا يتسطيع المريض اعطاء معلومات وافية عن نفسه ولابد أن يلاحظ الشخص انه اذا استمر القلق الحاد بأشكاله لمدة طويلة دون شفاء فهنا يتعرض المريض لما يسمى بالقلق المزمن وهنا تكون له اعراض عديدة منها اعراض جسمية واعراض نفسية ويكون مصاحباً مع الامراض السيكوسوماتية. هذه هي الاعراض المصاحببة باختصار للقلق النفسي كاضطراب أولي ولكن قد يظهر القلق كعرض ثانوي من معظم الاضطرابات النفسية الاخرى. ويكون علاجه هنا بعلاج المرض الاساسي والمسبب للقلق. وإذا استمر الصراع النفسي لمدة طويلة واصبح القلق غير محتمل فعادة ما تتحول اعراض القلق النفسي الى: - المخاوف - قلق الهيستيريا: حيث لا يستطيع المريض تحمل الآلام النفسية ولذلك يتحول القلق الى أعراض هستيرية. ويختلف سير المرض تبعاً للفرد، ضمن نوبة واحدة لمدة قصيرة تختفي دون عودة ويتضح ذلك في الشخصية السوية الى مرض مزمن لايستجيب ، لكل انواع العلاج في الشخصية العصبية وبين هذين اللنوعين من الاشخاص يوجد الكثير من المرضى الذين يتعرضون لنوبات من القلق النفسي بين فترة واخرى يتخللها فترة من الصحة النفسية السليمة. ومن العوامل التي تؤثر في سير المرض: 1- تاريخ عائلي سوي مع خلو العائلة من الاعراض العصبية. 2- شخصية متكاملة ثابتة سوية قبل المرض. 3- عدم تعرض المريض لاضطرابات نفسية سابقة قبل مرضه الحالي. 4- حدة بدء المرض أي أن الاعراض بدأت فجأة. 5- ذكاء فوق المتوسط. إضافة إلى أن هناك عوامل أخرى تزيد من حدة المرض: تاريخ عائلي واضح للأعصاب مع شخصية عصبية معرضة لنوبات متكررة من الاضطرابات النفسية. - زحف المرض ببطء على المريض. - طول مدة المرض فكلما طالت مدة الاعراض قل الأمل في الشفاء. - بعض الاعراض الاكلينيكية مثل توهم المرض، النفع الذاتي، الإدمان حالات المخاوف المرضية. ويختلف علاج القلق النفسي باختلاف الفرد وشدة قلقه ويتراوح العلاج بين النفسي، السلوكي، الكيميائي، والكهربائي.