حذر أطباء وصيادلة من خطورة شراء وتناول أدوية طبية تباع في بعض البقالات العشوائية وبعض مراكز المواد الغذائية، ومن أبرزها مسكنات الألم ومخفضات الحرارة، مؤكدين أنها توجد في ظروف حفظ غير صحية وتتعرض لظروف جوية متقلبة وتسلط على البعض منها أشعة الشمس المباشرة. من هذه الأدوية علاجا "فيفادول" و"بنادول" وكلاهما يحفظان في درجات حرارة لا تلائم البيئة الموجودة في الصيدليات والاشتراطات الصحية التي تطالب بها وزارة الصحة دائما. "الوطن" في جولتها على بعض المحال التجارية رصدت جوانب التعامل غير الصحي مع هذه الأدوية ومدى ضررها على مستخدميها. يقول المواطن حسام الأحمدي إن بيع مثل هذه الأدوية فيه خطورة كبيرة على المستهلك وأرى أن المسؤولية الكبرى تقع على عاتقه بحيث سمح لنفسه بالشراء من تلك المحلات وعدم طرق أبواب الصيدليات الرسمية التي تبيع تلك الأدوية وفق الاشتراطات الصحية ويجب على الجهات المعنية ضرورة مراقبة تلك المحلات ومصادرة تلك الأدوية حفاظا على سلامة الأبرياء فمنهم من لا يعلم بخطورة بيع تلك الأدوية في تلك المحلات ويقوم بشرائها وقد يعرض صحته للخطر دون علمه. وكشف عدد من الباعة العاملين في بعض المحلات التجارية ومنهم قائد علي ومنير العليمي أن تلك الأدوية تشهد إقبالا كبيرا من المستهلكين ونقوم بجلب كميات كبيرة من بعض الموزعين. وأضافوا أن المردود المادي يشجعنا على مواصلة بيع تلك الأدوية نظرا للإقبال المتزايد عليها. وأمام كل تلك الآراء للباعة والمستهلكين يرى عدد من الصيادلة خطورة تلك الأدوية في ظل عدم الرقابة والإهمال الذي ساهم في زيادة بيع تلك الأدوية. يقول الصيدلي أحمد موفق إن المسؤولية تتحملها الجهات المسؤولة فوزارة الصحة ممثلة في إدارة الرخص الطبية والصيدلية وضعت شروطاً وضوابط على الصيدليات الخاصة لتوفير التخزين المناسب لجميع أنواع الأدوية بدرجات متفاوتة من التخزين، وأيضاً منعت الصيدليات المتخصصة من بيع الأدوية دون وصفة طبية لكن أغلب الصيدليات لا تلتزم بهذا الشرط باستثناء ال (OTC) أو الأدوية التي لا تحتاج إلى وصفة طبية فهذه لا بأس ببيعها من الصيدليات الخاصة من دون وصفة طبية، مؤكداً أن محلات التموين الغذائية أو البقالات الكبيرة لا تهتم بمخاطر هذه الأدوية وتبيعها بشكل عشوائي أو وضعها على الأرفف كما تضع مساحيق التنظيف، فالأدوية كما يعلم الجميع هي عبارة عن مواد كيميائية متجانسة مع بعضها لتكون دواء معينا لعلاج أمراض معينة، فإذا تأثرت هذه المواد الكيميائية إما بحرارة عالية أو رطوبة أو انتهاء صلاحية تتحول إلى مواد سامة. إلى ذلك، أكد الصيدلي أيمن سالم أن الدواء بشكل عام مستحضر خطير لا يصح وضعه في يد من لا يحسن التعامل معه، وعدم الاهتمام بتخزين الأدوية بشكل صحيح من أكبر المخاطر التي تهدد صحة الإنسان فالبائع همه الأول والأخير هو الربح المادي فترى تخزينه للأدوية بدرجات حرارة عالية وغيرها من الكثير من المؤثرات التي تتسبب في فشل فعالية الدواء. وأضاف سالم أن من شروط التخزين أن يتم تخزين الأدوية في أماكن جافة وكل دواء حسب شروط درجة البرودة حتى لا يؤثر على صلاحية الدواء بتقصير عمره كما تراعى الإضاءة المناسبة للتخزين بعيدة عن الضوء الضار في بعض الأدوية ويلاحظ غالباً عدم توفر شروط التخزين بالنسبة للإضاءة أو البرودة في البقالات حيث إن أغلبها تستخدم التبريد الصحراوي المائي وذلك تنتج عنه زيادة عالية من الرطوبة التي تفسد غالبية الأدوية. من جهته، أكد مدير إدارة الأسواق في الإدارة العامة لصحة البيئة في أمانة العاصمة المقدسة محسن القناوي أن إدارته لا تقوم بمصادرة تلك الأدوية التي يتم بيعها في البقالات والمراكز التجارية ولا يوجد لدى الأمانات أي تعاميم سواء من وزارة الشؤون البلدية أو وزارة الصحة تطالبهم بمصادرة تلك الأدوية ومنعها، مشيرا إلى أن عمل المراقبين ينحصر في مراقبة الأسواق ومعاينة صلاحية تلك الأدوية ومدى تعرضها لأشعة الشمس وطرق تخزينها، مؤكدا أنه لا يوجد نص قانوني يمنع البقالات من بيعها.