يواجه الوسيط الدولي، الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان الذي يطارده شبح إخفاقه في وقف الإبادة الجماعية في رواندا قبل نحو 20 عاما، أزمة أخرى باعتباره الشخص المسؤول عن جهود الوساطة في الأزمة الراهنة في سورية. ويؤمن عنان بشدة بالسعي إلى التوصل لتوافق آراء حتى في ظل استحالة ذلك فأصبح مرة أخرى يواجه موقفا تراجعت فيه الجهود الدبلوماسية التي يقوم بها أمام القتل الجماعي بدلا من أن تكون خطوة لإقرار السلام. نشأ عنان (74 عاما) في غانا وسط ثقافة منقسمة عرقيا لكنها تقدر الحوار ويندر فيها الصراع المباشر. كان زمنا يشيع فيه التفاؤل والثقة بينما كانت غانا تتجه نحو الاستقلال عن بريطانيا. وقال الاقتصادي كوامي بيانيم وهو من أصدقاء الطفولة لعنان "ولد وتربى في بيئة تتطلع للحلول الوسط". نجحت هذه الطريقة فيما يبدو في انتخابات الرئاسة الكينية عام 2007 عندما أعلن مرشحان متنافسان من قبيلتين مختلفتين الفوز وانخرط بعض أتباعهما في مذابح عرقية مما أسفر عن سقوط أكثر من 1200 قتيل. وبينما كانت البلاد تتجه فيما يبدو نحو حرب أهلية أجلس عنان المرشحين في غرفة وقال لهما "هناك كينيا واحدة فقط". وساعد على إقناع أحد المنافسين بقبول منصب رئيس الوزراء في حكومة مشتركة. وانتهى العنف ونال دوره الإشادة والاستحسان. وقال سالم لون من معسكر المعارضة الكينية التي شعرت أنها تعرضت للخديعة "إنه مفاوض ماهر للغاية. اتضح لنا أنه عرض علينا أفضل المتاح... كان البديل هو استمرار القتل الجماعي". ولم تكن رواندا بقعة السواد الوحيدة. بل كان عنان رئيسا لجهود حفظ السلام وقت مذبحة سربرينيتشيا في البوسنة حيث لم تتمكن قوات غير كافية من الأممالمتحدة من وقف القتل وأيضا خلال مأساة في الصومال سبقت رواندا.