انتقد الملحق الثقافي السعودي في واشنطن الدكتور محمد بن عبد الله العيسى إصرار بعض الطلبة المبتعثين على الدراسة في جامعات أميركية متهالكة أكاديميا، وذات اكتظاظ طلابي سعودي كبير، متجاهلين وجهة نظر الوزارة والملحقية، في تقييم الجامعات المميزة أكاديميا. وقال العيسى في تصريح إلى "الوطن" إن وزارة التعليم العالي أمرت بإغلاق تسجيل الطلبة السعوديين في جامعات ولاية فلوريدا التي يزيد فيها عددهم عن 5000 طالب وطالبة. "الوطن" عرضت على الملحق الثقافي شكوى عدد من أولياء أمور المبتعثين من تراجع الملحقية عن منح الموافقة لأبنائهم لدراسة مرحلة الماجستير في جامعة معينة، وطلبها إعادة البحث عن جامعات أخرى، برغم منحها إياهم سابقاً خطابات الضمان المالي بهدف الحصول على قبول جامعي في تلك الجامعات، وهو ما أدى لإرباك المبتعثين وأولياء أمورهم، وبذل الجهد والمال في ترتيب أمور الانتقال، والسكن من ولاية إلى ولاية. وأوضح العيسى أن وزارة التعليم العالي وجهت بإيقاف القبول في جامعات ولاية معينة، نظرا للاكتظاظ السكاني فيها، لافتاًَ إلى أن التوجيه شمل إيقاف القبول في كل جامعات ولاية فلوريدا، باستثناء خمس جامعات قيمت كأفضل خمس جامعات في الولاية، علاوة على أنها غير مكتظة. ويواجه عدد من الطلاب السعوديين المبتعثين في الولاياتالمتحدة الأميركية، صعوبات وحالات إرباك نتيجة التباين في مخاطبات الموافقة، والاعتماد، والضمان المالي المرتبطة بالملحقية والتي يعتمد عليها القبول الجامعي، في الوقت الذي يتخذ فيه المبتعثون بناء على موافقة الملحقية المبدئية إجراءات عديدة تتضمن تكبدهم عناء، وتكاليف مالية، وجهودا للانتقال من ولاية إلى ولاية بناء على خطاب الاعتماد المالي الذي يعتبره الطلاب وثيقة موافقة، وتعتبره الملحقية وثيقة ضمان لكنها غير ملزمة. وفي هذا الشأن يؤكد الملحق الثقافي أن خطاب الضمان المالي، خطاب عام يقدم للحصول على القبول من أي جامعة. في حين توضح المواطنة عبير، وهي والدة أحد المبتعثين أن خطاب الاعتماد المالي وصلهم تحديدا باسم الجامعة، وهو ما يبني فهما على موافقة الملحقية على الدراسة فيها. وتشير عبير إلى أن ابنها تقدم هو وعدد من زملائه لعدة جامعات للحصول على قبول دراسي لمرحلة الماجستير، بعد أن أنهوا مرحلة البكالوريوس بدرجة امتياز من جامعة مارشال بولاية ويست فرجينيا، وانتظروا إلى أن وصلهم القبول في جامعة بيري في ولاية فلوريدا، فبعثوا بخطاب موافقة الجامعة إلى الملحقية، والتي أرسلت بدورها خطاب الضمان المالي المشروط باسم الجامعة (بيري) واسم الطالب. وتضيف "خطاب الضمان المالي إشارة واضحة لموافقة الملحقية، وعلى إثره قام ابني وزملاؤه بالانتقال إلى ولاية فلوريدا، ودفع ثمن الإيجار للشقة الجديدة، وتكبدنا أيضا تكاليف الانتقال، وأنفقنا مبالغ أخرى في تجهيز فرش الشقة، ثم طلبت الجامعة تقديم متطلب GRE ليتم تسجيله في الماجستير، وفعلا تحملنا مصاريف المتطلب، وفور تسلمنا خطاب موافقة الجامعة لتسجيل أبنائنا في مرحلة الماجستير، حدث ما لم نتوقعه، فقد ردت الملحقية برفضها تسجيل أبنائنا في هذه الجامعة، معللين السبب باكتظاظ الجامعة بالطلاب السعوديين، وعندما سألناهم عن الخطاب الرسمي والبريد الإلكتروني الذي تلقيناه والضمان المالي، ردت الملحقية أن الضمان المالي هو خطاب وضمان غير ملزم". وتابعت قائلة" طلبت منا الملحقية البحث عن ولاية أخرى وجامعة أخرى، وهو ما أهدر علينا تكاليف كبيرة، خصوصا أن إيجار الشقة لعام كامل تم دفعه مقدما طبقاً لنظام الولاية". من جهته أكد الدكتور العيسى أن الملحقية السعودية لن تتخلى عن أبنائها المبتعثين، وقال"سنساعد الطلاب على إيجاد قبول لهم في جامعات أخرى، وسنطلب منهم تأجيل بعثتهم لستة أشهر أو عام لحين إيجاد قبول لدى أي جامعة أخرى"، مشيرا إلى أن جامعة بيري ليست من الجامعات الجيدة، حيث إنها لا تشترط متطلبات للقبول كGRE أو الجيمات أو حتى اختبارات اللغة.