كشف نائب مستشار الأمن القومي الأميركي بين رودز أن ثلاثة أقمار صناعية تعمل في سماء سورية من قبل اندلاع الأزمة كانت تمد الاستخبارات الأميركية بمعلومات حول أنشطة حزب الله وتنظيم القاعدة في سورية وتتعاون مع سلطات التحقيق الدولية بجمع أدلة حول المتورطين بجريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري. وأوضح أن هذه الأقمار ساهمت في جمع عشرات الأدلة من خلال تحليل صور للأقمار الصناعية واعتراض اتصالات بين مسؤولين في الحكومة السورية. وقال رودز في حديث ل"الوطن" إن هذه الأقمار ساهمت كذلك منذ بداية الأزمة السورية في تحديد نشاطات الجيش السوري بدقة عالية ومعرفة كامل تحركاتهم على مدار الساعة، موضحاً أن عشرات الآلاف من الوثائق تم تحليلها وتقديمها للجهات المختصة تمهيداً لرسم سياسات الحكومة الأميركية والمجتمع الدولي بصورة أكثر دقة وموضوعية لتفادي الدخول في مواجهات بناء على معلومات ناقصة كما حصل في السابق. وقال إن واشنطن دعمت خطة المبعوث الدولي كوفي عنان بهذه المنظومة الاستخبارية كجزء من نشاطات المراقبة غير المعلنة. وذكر رودز "المعلومات المتوفرة من عشرات المجازر التي كانت الحولة إحداها تؤكد تورط عناصر استخدمت سيارات تابعة للنظام في تنفيذ جرائمها بتغطية من دبابات وأسلحة ثقيلة". وقال "بشار الأسد متورط بصفته مسؤولا عن كل ما تقوم به مؤسسات الدولة من جرائم حرب وعن عمليات القتل التي تجري بشكل يومي، كما أن التفجيرات التي يتهم بها القاعدة تمت بترتيبات مع عناصر أمن مقربين من استخبارات القصر الجمهوري ومن خلية الأزمة الأمنية التي يقودها شقيقه وصهره وأعوانه، وبالتالي فهذه أيضاً من القضايا التي يتحمل مسؤوليتها قانونياً بعد سقوط العشرات من مدنيين وعسكريين فيها". وبين رودز أن واشنطن تتعاون مع جهات دولية تتولى متابعة الوضع السوري في الأممالمتحدة وتوفر لها الكثير من الحقائق التي أكدت تورط عناصر أمنية سورية بتنفيذ عمليات التفجير لإظهار نظام الأسد وكأنه يحارب الإرهاب. وفيما إذا كان من الممكن اعتبار ذلك إرهاب دولة، أوضح أن دمشق متورطة وبشكل خطير في مساندة حكومات متورطة بدعم الإرهاب والتحالف معها، وكذلك التواصل مع مجموعات وتنظيمات إرهابية حول العالم وبشكل خاص في منطقة الشرق الأوسط، متهماً النظام السوري بالسعي لتصدير أزمته إلى لبنان بدعم من قوى مرتبطة بإيران على رأسها حزب الله اللبناني.