حذَّر خبراء إسرائيليون في شؤون الشرق الأوسط رئيس وزرائهم بنيامين نتنياهو من أن مواصلة التوسّع الاستيطاني أو الاعتداء على أي مسجدٍ كبير سيشعل فتيل انتفاضة ثالثة في الضفة الغربية. وقالت صحيفة "هاآرتس" العبرية إن الخبراء اجتمعوا مع نتنياهو لمدة ساعة ونصف مساء الثلاثاء الماضي وأخبروه بأن المضي في خطط التوسُّع الاستيطاني دون تقدم دبلوماسي مع الفلسطينيين يمكن أن يؤثر على الرئيس محمود عباس ورئيس وزرائه سلام فياض، وهو الأمر الذي سيضعف بدوره قوات الأمن الفلسطينية التي تمنع أعمال العنف. وأكدت الصحيفة أن الخبراء قدَّموا إحصائيات توضح أن اندلاع الانتفاضة الأولى في ديسمبر 1987، والثانية في سبتمبر 2000 سبقتهما أعمال عنف جماعية وفردية استخدمت فيها أسلحة بسيطة. وأكدوا وجود هذه المؤشرات الآن. وأشارت مصادر إلى أن نتنياهو لم يستجب عندما حذَّره الخبراء من أن بناء 850 وحدة سكنية وعد بها لتعويض النازحين من بؤرة ألباندا قد يثير موجة من العنف، ولكنه بدا متوتراً عندما قال الخبراء إن أي اعتداء على مسجدٍ كبير قد يثير انتفاضة فلسطينية جديدة. إلى ذلك قال الائتلاف الأهلي للدفاع عن حقوق الفلسطينيين في القدس إنه منذ عام 67 تمت إقامة 15 مستوطنة إسرائيلية في القدسالشرقية يعيش فيها أكثر من 210 آلاف مستوطن، وإن سلطات الاحتلال الإسرائيلي صادرت 35% على الأقل من أراضي المدينةالمحتلة لبناء المستوطنات تحت حجة المنفعة العامة. وذكر الائتلاف في تقرير حصلت "الوطن" على نسخة منه أن 40% من المستوطنات أقيمت على أراض فلسطينية خاصة تمت مصادرتها، وأن 22% من أراضي القدس مصنَّفة كأراض خضراء، و30% أخرى مصنَّفة كأراض غير مخطَّطة، ما يترك 13% فقط من الأرض للفلسطينيين. وأضاف "هدفت سياسة الاحتلال إلى الحفاظ على أغلبية يهودية في المدينة بنسبة 70%، على ألا تتجاوز نسبة العرب 30%، حيث يبلغ عددهم حالياً 307 آلاف نسمة. ولتحقيق ذلك تفرض سلطات الاحتلال إجراءات معقدة جداً على إصدار تراخيص البناء مما يدفع الفلسطينيين إلى البناء بدون تراخيص. من جهة أخرى تظاهر مئات العرب واليهود مساء أول من أمس في تل أبيب لإحياء الذكرى السنوية الخامسة والأربعين لحرب الأيام الستة التي احتلت إسرائيل على إثرها الضفة الغربية وقطاع غزةوالقدسالشرقية. وأفادت مصادر صحفية بأن حوالي ألف شخص تجمعوا في ساحة رابين، ورفعوا شعارات "لا عدالة اجتماعية من دون إنهاء الاحتلال". كما وقعت اشتباكات بين فلسطينيين معارضين للتوسع الاستيطاني وقوات الأمن شهدت تراشقاً بالحجارة، كما أحرق المحتجون إطارات السيارات.