كشفت مصادر مطلعة بمحافظة ذمار أن الحوثي فرغ عددا من مقاتليه في الجبهات للقيام باختيار مواقع مقابر جديدة وحفرها وتجهيزها لاستقبال الأعداد المتزايدة لقتلاهم في الجبهات، وتجاوزها خلال الأسبوعين الأخيرين فقط 376 قتيلا في الجبهات القريبة. وقال المصدر ل»الوطن»، إن الحوثيين استحدثوا مقبرتين جديدتين بعد امتلاء مقبرتين سابقتين بعدد من قتلى الميليشيات، ليتم فتح مقبرتين جديدتين في موقعين مختلفين بمحافظة ذمار وتم استغلالهما على عجل دون اكتمال تسويرهما أو تجهيزهما، نظراً إلى إغلاق ثلاجات الموتى في ذمار بعد امتلائها بالجثث. جثث القتلى أضاف أن الأعداد المتاحة من جثث القتلى الحوثيين هي التي تم حصرها ودفنها، بينما هناك أعداد كبيرة لم تتمكن الميليشيات من إحضارها للمقابر لعدة أسباب أبرزها الاكتفاء بقبرهم في مواقعهم لضيق المدافن، وآخرون يصعب الوصول إليهم، بينما يترك البعض الآخر في الجبال والأودية، وتابع «هناك انتقائية في حمل القتلى وإحضارهم للمقابر وأولويات.. هناك قتلى تُركت جثثهم هامدة في مواقع قتلهم دون أي اعتبار أو اهتمام». 40 مقاتلا للمقابر ولفت المصدر إلى أن الحوثيين فرغوا 40 مقاتلا من عناصرهم لمهمة حفر القبور وتجهيزها، والعمل على حصر القبور بجوار بعضها البعض لتتسع لأكبر عدد من القتلى، مع منع الحضور من مشاهدة وجوه القتلى والاكتفاء بدفنهم بشكل عاجل وإعلان الأسماء. وكشف أن الحوثيين يتحفظون على العديد من الجثث ويوصون بدفنها دون مشاهدة أحد لوجوههم، وكذلك الاستعجال في عملية دفنهم لأسباب غير معروفة، بينما شاهد البعض وجوه قتلى تأكد معرفتهم وتبيّن أنهم قيادات برتب عسكرية كبيرة، وأن جميعهم لقوا مصيرهم في جبهات محافظة ذمار والضالع وحجة، وآخرون في جبهات محافظة إب وعمران والمحويت. الضالع وحجة وبيّن المصدر أن أكثر القتلى الحوثيين يأتون من محافظتي الضالع وحجة، وهناك قتلى من مديريات أنس والحدا، ووصاب، إلا أن أكثر القتلى الموجودين ينتمون إلى مديرية أنس، موضحا أن من بين القتلى الذين تم التعرف عليهم الشيخ ناصر بن زين الله العامري. ولفت إلى أن ثلاجة الموتى في ذمار اعتذرت عن استقبال أي قتيل لعدم وجود مكان لحفظ الجثث، خصوصا بعد أن استقبلت الثلاجة قبل أقل من أسبوع أكثر من 52 قتيلا من جبهة الضالع لوحدها في يوم واحد فقط، بينما يوجد أضعاف المصابين لا تتوفر عنهم إحصاءات دقيقة، «ولكن الذين تم توزيعهم خلال الأسبوع الحالي فقط كان كبيرا وملفتا دون معرفة عددهم». نزيف ميداني وأشار المصدر إلى أن النزيف الميداني للحوثيين يأتي في ظل نقص كبير في صفوف المقاتلين، بسبب هروب العديد منهم من الجبهات لعدة أسباب أبرزها: عدم صرف المرتبات، إضافة إلى أسباب أخرى وضعت الميليشيات أمام مأزق كبير يفرض عليهم الصراخ بين الحين والآخر بطلب الهدنة والتهدئة لأجل الخدعة لترتيب صفوفهم. تراجع ميداني وبين أن التحالف العربي وقوات الجيش الوطني تواصل تقدمها في عدة مواقع، بينما يتراجع الحوثيون مع محاولات للحفاظ على مواقعهم السابقة، مشيرا إلى أن حرص الحوثيين على عدم التصوير في المقابر أو المستشفيات، مع التكتم الشديد على عدد القتلى، فضلا عن نقل جثث بعضهم من محافظة إلى أخرى لدفنها، ويسعى الحوثيون لنقل الجثث من جبهات بعض المحافظات إلى محافظات أخرى لدفنها بعيدا عن المواقع بهدف خداع الناس. كيف يواجه الحوثيون نزيف الجبهات؟ تفريغ 40 من مقاتليه لفتح مقابر جديدة وحفرها وتجهيزها استحداث مقبرتين في ذمار لدفن 376 قتيلا خلال أسبوعين منع مشاهدة وجوه بعض القتلى والتوصية بدفنهم سريعا الاكتفاء بقبر بعضهم في مواقع قتلهم لضيق المقابر