تشهد المحافظات اليمنية التي ماتزال خاضعة لسيطرة ميليشيات الحوثي الإيرانية استحداث عشرات المقابر ويتركز العدد الأكبر منها في محافظات صعدة وصنعاء وحجة وعمران، على نحو أثار فزع السكان ومخاوفهم إزاء استمرار الدفع بأبنائهم إلى جبهات القتال بشكل إجباري وتعود بهم الميليشيات إلى المقابر التي تستحدثها باستمرار وتأخذ في التوسع نتيجة إصرار ميليشيات الحوثي على الحرب والفعل العسكري الأمر الذي يقتضي كلفة عالية من الخسائر البشرية في صفوفها. وفي العاصمة اليمنية كشفت إحصائية لمركز العاصمة الإعلامي عن استحداث ميليشيات الحوثي الإيرانية 16 مقبرة جديدة ورئيسية في العاصمة فقط خلال الثلاثة الأعوام الماضية، فضلاً عن مقابر فرعية صغيرة توزعت على ضواحي وأطراف العاصمة صنعاء. وبحسب إحصائية المركز فإن المقابر التي استحدثها الحوثيون في العاصمة صنعاء على 10 مديريات داخل العاصمة، في حين شكا سكان في مديريات "السبعين والجراف وبيت بوس" من امتلاء المقابر الموجودة ما أدى إلى ارتفاع أسعار القبور نتيجة ازدياد عدد الوفيات وجثث مقاتلي الحوثي القادمة من جبهات القتال الذين سقطوا خلال المعارك مع قوات الجيش الوطني، وبفعل ضربات طيران التحالف العربي الداعم للشرعية في مختلف الجبهات. وتعد منطقة "الجراف" غربي العاصمة صنعاء والتي تعد معقل الحوثيين، من أكثر المناطق التي استحدثت فيها مقابر جديدة، حيث وصلت إلى أربع مقابر ذات مساحات كبيرة تقدر ما بين 2000 إلى 3000 متر، دفن فيها الآلاف من قتلى الحوثيين، كما استحدثوا مقبرة في منطقة "بيت بوس" في مديرية حدة جنوبي العاصمة، بمساحة تقدر ب"1200" متر تقريباً، بالإضافة إلى افتتاح مقبرة "أسموها ب"الخلود" في حي السنينة، علاوة على قيامهم بتوسيع مقبرة واقعة في حي "السواد" حيث بلغت مساحتها 2300 متر، وافتتاح ثلاث مقابر جديدة في مديريات "بني الحارث والتحرير وشعوب"، وفي نهاية العام الماضي 2017 افتتحت الميليشيات مقبرتين، في حي مذبح ومنطقة حزيز جنوب شرق العاصمة صنعاء وفقا لإحصائية مركز العاصمة. ولا يختلف الحال في محافظة ذمار جنوبصنعاء، حيث استحدث ميليشيات الموت الحوثية عشرات المقابر لمقاتلي الجماعة، وتوزعت بين مديريات الحدا، وآنس، وعنس وكذا في منطقة قاع جهران وفي مدينة ذمار، وقامت بالاستيلاء على أراضي الدولة وتحويلها إلى مقابر مفتوحة قابلة للتوسعة، وتستقبل يومياً عشرات القتلى من عناصرها. وفي صعدة قالت مصادر محلية يمنية إن ميليشيات الحوثي الإيرانية استحدثت عشرات المقابر أبرزها مقابر حيدان وضحيان ورحبان، ومقبرة بني معاذ، ورياض الشهداء، والأنصار، وعدد من المقابر في قرى مران ورازح وكتاف وساقين وبني عامر وفي مدينة صعدة القديمة وبمساحات واسعة، كما أنها مقابر تخصصها ميليشيات الحوثي لمقاتليها الذين يسقطون في جبهات القتال مع قوات الجيش الوطني والمقاومة اليمنية. وكما حولت ميليشيات الحوثي مساحات واسعة من الأراضي التابعة لبعض المرافق الحكومية في العاصمة صنعاء إلى مقابر جماعية لقتلاها، فقد حولت مزارع البن والرمان وغيرها من الفواكه في محافظة صعدة وعمران إلى مقابر لمقاتليها الذين سقطوا خلال الثلاثة الأعوام الأخيرة. وتتعامل ميليشيات الحوثي الإيرانية مع قتلاها بتمايز طبقي بناءً على اعتبارات عرقية وسلالية وطائفية، إذ تخصص مقابر خاصة بمن تسميهم "القناديل" وهم الذين ينتمون للأسر الهاشمية ومنها أسرة الحوثي، وهناك مقابر أخرى تخصصها ميليشيات الحوثي لمن تطلق عليهم "الزنابيل" وهم المقاتلين من أبناء القبائل الذين انخرطوا في القتال معها تحت الإكراه أو الإغراء. وتختلف قبور قناديل الجماعة من حيث الشكل والعناية وفخامة التصميم وتتسم بكونها متراصة بشكل هندسي متقن وتغطيها الزهور، بعكس قبور فئة " الزنابيل" الذين لا يتمتعون بهذه الميزات ويتم دفنهم بعشوائية وفي مقابر عادية ولا تقيم لهم قيادة الميليشيات الحوثية مراسم عزاء. Your browser does not support the video tag.