تلعب الأجواء الحارة التي يشهدها عدد من مناطق المملكة خاصة الغربية والشرقية والوسطى دوراً حيوياً في إعادة محال "صيانة المكيفات" إلى الواجهة، بعدما تصدرت تلك المحال أولويات أجندة العائلات في صيانة أجهزة التكييف المنزلية لحاجتها إلى تبريد الأجواء، في خطوة ميدانية لمجابهة لهيب الصيف. مشهد "صيانة التكييف" أضحى بلا منازع المحور الرئيس لدى العائلات قبل تنظيم خارطة "قضائهم الإجازة الصيفية". الستيني محمد المالكي القاطن في أحد الأحياء الجنوبية من جدة كان في حالة تفاوض مع عمال أحد المحال المتخصصة في إصلاح وصيانة المكيفات، وتحدث إلى "الوطن" قائلاً: إن الأجواء الحارة المتقلبة على مدينة جدة دفعت العائلات إلى إعادة برمجة أولويات أجندتها تلافياً لحدوث مواقف غير جيدة، وأضحت صيانة أجهزة التكييف جزءاً رئيساً في الجدولة المالية للأسرة، نتيجة عملها لساعات طويلة. وفي جولة استطلاعية ل "الوطن" على محال صيانة المكيفات في الأحياء المكتظة سكانياً "جنوب ووسط جدة، لاحظت استغلال بعض تلك المحلات لكثرة إقبال الزبائن عليها نتيجة ارتفاع درجة الحرارة، وتجاوز بعضها التسعيرة المتعارف عليها محلياً من 50 إلى 80 ريال لصيانة المكيفات وهو ما يعني زيادة بنسبة 60 % دون وجود رقابة، رغم أن كلفتها وفقاً لمحال غسيل السيارات تتراوح ما بين 7 إلى 10 ريالات للمكيف الواحد. عدد من المستهلكين الذين التقت بهم "الوطن" بين تلك الأحياء اشتكوا من عدم وجود تسعيرة محددة لأصحاب المحال، مطالبين لجان التفتيش بوزارة التجارة وجمعية حماية المستهلك بضرورة التفتيش الميداني وتغريم المتجاوزين. ويرتفع النشاط في سوق صيانة المكيفات بشكل ملحوظ صيفاً، ففي شارع السيد برويس جدة كان العامل الباكستاني سجاد عبد الفقار، منشغلاً ما بين استقبال طلبات صيانة مكيفات زبائنه التي تتجاوز 4 إلى 6 مكيفات يومياً، وتعبئة فريون أو عملية غسيل، وإن كانت الأخيرة هي الأكثر طلباً، ويرفض سجاد زيادة تسعيرته القديمة التي لا تتجاوز ال 50 ريالاً في جميع الفصول. وأشار أحد مهندسي شركات التكييف المحلية إلى أن طلبات الصيانة التي وصلت إليهم من قبل عملائهم ارتفعت بشكل ملحوظ؛ حيث وصلت الطلبات إلى 50 طلبا خلال 48 ساعة، وهو رقم مرتفع وذلك بسبب تأثير درجات الحرارة على الأجهزة.