أرسل الجيش السوري تعزيزات لمناطق حدودية استراتيجية مع تركيا، أمس، بينما اعتبره مراقبون مستقلون أكبر عملية انتشار له في شمال البلاد منذ أن فقد النظام السوري السيطرة عليها قبل سنوات، ودخلت قوات النظام السوري الحدود الإدارية لمدينة رأس العين، متابعاً التقدم في ريفها، وصولاً للحدود مع تركيا، بينما قال النظام السوري، إن قواته انتشرت على طريق بطول 30 كلم جنوب الحدود التركية، وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن رتلاً تابعاً لقوات النظام والقوات الروسية مؤلفاً من مئات الآليات المحملة بمعدات عسكرية ولوجستية، وأكثر من ألفي عسكري بدأ الانتشار في محيط ما تسميه أنقرة «المنطقة الآمنة» على الحدود بين تركيا وسورية. الانتشار الأضخم واعتبر المرصد أن عملية الانتشار هي «الأضخم على الإطلاق منذ انتهاء وجود قوات النظام في المنطقة قبل 5 سنوات»، بعد أن أرسلت موسكو، الجمعة، إلى المناطق السورية الحدودية مع تركيا تعزيزات بنحو 300 عسكري إضافي كانوا منتشرين سابقاً في الشيشان، في إطار اتفاقها مع تركيا. ورغم انتشار القوات السورية، أمس، أفاد المرصد بوقوع اشتباكات بين المقاتلين الأكراد والفصائل المدعومة من أنقرة في محاور عدة شرق الفرات، بينما لم ترد تقارير فورية عن وقوع إصابات. تطهير الإرهابيين ومن المقرر أن تبدأ بعد عملية الانسحاب دوريات تركية - روسية في منطقة حدودية بطول 10 كيلومترات، بينما حذر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أمس، من أن بلاده «ستطهر الإرهابيين» من المنطقة المحاذية لها في شمالي سورية إذا لم تنسحب منها القوات الكردية السورية بحلول نهاية المهلة المتفق عليها مع روسيا، وقال إردوغان في خطاب متلفز من إسطنبول «إذا لم ينسحب الإرهابيون من المنطقة في نهاية المائة وخمسين ساعة، فإننا سنتولى السيطرة ونطهرها بأنفسنا»، في إشارة إلى وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها تركيا فرعاً لحزب العمال الكردستاني المتمرد والذي يقاتل الجيش التركي منذ عقود. المقترح الألماني وفي وقت سابق، اعتبر وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو أن المقترح الألماني لنشر قوة دولية لتأسيس «منطقة آمنة» في شمالي سورية غير واقعي، وقال خلال مؤتمر صحفي في أنقرة إلى جانب نظيره الألماني هايكو ماس «في هذه المرحلة، لا نجد أن الفكرة واقعية».