قتل 55 شخصا على الأقل في مجزرة بمنطقة القبير بريف حماة معظمهم من عائلة واحدة وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن أمس إن "العدد الموثق لدينا بالأسماء حتى الآن لضحايا مجزرة القبير هو 49 شخصا غالبيتهم من آل اليتيم"، مشيرا إلى أن من بين القتلى "18 امراة وطفلا". ولفت إلى أن ستة قتلى سقطوا أمس كذلك في قرية جريجس بالقرب من القبير. وأشار إلى أن هذه الحصيلة تعتمد على ما وثقه المرصد من أسماء "بانتظار تقرير المراقبين الدوليين المتوجهين إلى القبير في حال سمحت لهم السلطات بالوصول إلى المنطقة". وكان المجلس الوطني السوري أعلن أن ثمانين مدنيا بينهم 22 طفلا و20 امراة، قتلوا. ومن جهته أفاد الناشط أحمد الأحمد في اتصال عبر سكايب من ريف حماة، أن الناشطين "وثقوا بالأسماء مقتل 78 شخصا نتيجة مجزرة القبير". وأضاف أن الناشطين لم يتمكنوا من دخول بعض الأحياء بسبب تواجد الجيش النظامي فيها. ومن جانبه أكد رئيس بعثة المراقبين الدوليين الجنرال روبرت مود في بيان أن وفد المراقبين يواجه عوائق ولم يتمكن بعد من الدخول إلى مزرعة القبير في ريف حماة. وذكر مود أن "عدة عوامل عرقلت وفد المراقبين الدوليين من الوصول إلى المزرعة من أجل التحقق من تقارير عن عمليات قتل واسعة النطاق في القرية"، مشيرا إلى أن "المراقبين لم يتمكنوا حتى الآن من الوصول إلى القرية". وأشار مود إلى أنه "يجري توقيف المراقبين عند حواجز تابعة للجيش السوري وفي بعض الأحيان يعاودون أدراجهم. ويجري توقيف بعض دورياتنا من قبل المدنيين في المنطقة". وأضاف مود "نتلقى معلومات من السكان تفيد بأن هناك خطرا على سلامة مراقبينا في حال دخلنا مزرعة القبير". وأكد رئيس البعثة أن المراقبين "يواصلون سعيهم للدخول على الرغم من هذه الصعوبات للتحقق من الوقائع ميدانيا". وعبر مود عن قلقه من التضييق المفروض على حركة المراقبين كونه يعيق قدرة المراقبين على الرصد والمراقبة والإبلاغ. ودعا المجلس الوطني المعارض الجيش الحر إلى شن هجمات عسكرية ضد القوات النظامية من أجل فك الحصار عن المناطق المحاصرة وحماية المدنيين، ردا على مجزرة القبير. وأكد المتحدث باسم المجلس محمد سرميني أن هذا "من صلب مهمات الجيش الحر". وفي إسطنبول أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أن المجزرة الأخيرة "غير مقبولة" وأنه على الرئيس السوري الرحيل. وقالت خلال مؤتمر صحفي إن "العنف المدعوم من قبل النظام الذي شهدناه في حماة أمر غير مقبول". واعتبرت أن تسوية الأزمة في سورية تتطلب وقفا لإطلاق النار ونقلا للسلطة وتشكيل حكومة انتقالية. وأقرت كلينتون بأن الولاياتالمتحدة لم تتمكن حتى الآن من تنظيم تحرك دولي يؤدي إلى رحيل الرئيس السوري. ومن جهته أدان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون المجزرة "الوحشية والمقززة"، داعيا المجتمع الدولي خلال زيارة للعاصمة النرويجية أوسلو إلى اتخاذ "تحرك منسق" ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد.