أكد وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل أن دول الخليج بدأت تفقد الأمل في إمكانية الوصول إلى حل في سورية عن طريق مبادرة الوسيط المشترك كوفي عنان، مشيرا إلى أنه "لم يكن هناك قرار من مجلس الأمن تحت البند السابع ينص على تطبيق النقاط الست على أساس البند ذاته فلا يعتقدون أن الحل موجود". وقال الفيصل خلال مؤتمر صحفي في ختام الاجتماع الوزاري الخليجي بجدة أمس إن دول مجلس التعاون تأمل أن يكون التقرير الذي سيقدمه عنان للأمم المتحدة "واضحا وصريحا وأن يكشف الفظائع التي ارتكبها النظام ورآها المراقبون الذين لم يسلموا من أذى النظام عبر تهديدهم ومحاولة التأثير على عملهم". وفي السياق نفسه أكد الفيصل أن دول الخليج تحترم روسيا كدولة مؤثرة في الساحة الدولية، مشيرا إلى أن دول الخليج "كانت تقدر السياسة الروسية وتتفاعل معها، بعد أن كونت روسيا قاعدة من التعاطف في الساحة العربية". وأضاف "نأمل ألا تفقدها روسيا، فالموقف الذي اتخذته في مجلس الأمن أعتقد أنه لا مبرر له". وقال "إذا كانت روسيا حريصة على علاقتها مع سورية فهي تخطئ بالوقوف أمام التيار الشعبي السوري الذي نراه كل يوم والتضحيات التي يتكبدها من أجل الوصول إلى أهدافه". وأكد الفيصل أنه آن الأوان "أن ينتقل التأييد للنظام الروسي إلى السعي لإيقاف القتال وحل الوضع بنقل السلطة سلميا وهذا ما سيحفظ لروسيا مصالحها في سورية والعالم العربي". وفي الشأن الإيراني أوضح الفيصل أن تهديدات إيران ستجعلها أول الخاسرين، مشيرا إلى أن البرنامج النووي الإيراني صعد من وتيرة التهديدات في المنطقة، وبالتالي فهو "خطر وخطر داهم". وقال "نأمل أن تغير طهران سياستها في هذا الشأن لكي تحمي المنطقة التي هي منطقتها ولا أستطيع أن أتخيل أن تكون سببا في تدمير هذه المنطقة لأنها ستكون أول الخاسرين". وأضاف أن احتجاج إيران على الاتحاد الخليجي "يدل أن لها أهدافا في المنطقة وهذا ما نتمنى أن لا يكون صحيحا". وبين الفيصل أن ما يحدث في مصر شأن داخلي ولن يكون لدول مجلس التعاون أي تعليق"، مضيفا "نتمنى لهم الازدهار وهذا ما يتمناه كل عربي لمصر". وقال الفيصل بأنه تم في أعمال الدورة 123 للمجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الموافقة على مقترح خادم الحرمين الشريفين بأن يقوم المجلس الوزاري باستكمال ما ورد في تقرير الهيئة المتخصصة في دراسة الانتقال من التعاون إلى مرحلة الاتحاد. وردا على أسئلة الصحفيين حول الانتقادات الموجهة للاتحاد الخليجي، قال "ليس هناك مكتسبات لدولة عن أخرى في الاتحاد وهو في صالح الجميع، وأنه لا يختلف في طبيعته عن مجلس التعاون، وكل ما يؤديه هو تفعيل الأجهزة التي تقوم بإعداد الإجراءات اللازمة لتطبيق قرارات القمة، أي تبديل اللجنة إلى هيئات تعمل على تفعيل الجوانب الهامة على المستويات السياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية". وأضاف الفيصل بأنه ليس هناك شيء يفيد دولة على حساب أخرى خاصة وأنه يلتزم بشكل دقيق باستقلالية الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية. كما أشار إلى أن الاجتماع تناول القضية الفلسطينية وتطورات العملية السلمية وأبدى دعمه وتأييده لجهود السلطة الفلسطينية فيما يتعلق بتحقيق المصالحة الفلسطينية وإجراء انتخابات نيابية ورئاسية في موعدها. ومن جهته أكد أمين عام مجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني أنه تم تشكيل هيئة الاتحاد الجمركي بقرار جماعي من دول مجلس التعاون وبدأت أعمالها من أول الشهر الحالي وتهدف إلى معالجة كافة المعوقات التي تواجه استكمال الاتحاد الجمركي.