يصل عدد المتاحف الخاصة في المملكة إلى 144 متحفا مرخصا من قبل الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، منها 44 متحفاً في منطقة الرياض، بما يمثل ما نسبته 22% من متاحف المملكة الخاصة، هذه المتاحف مملوكة من جهات غير حكومية أو أفراد، وتحتوي على مواد عرض متنوعة يغلب عليها قطع التراث الشعبي، وتسهم في ربط الناس بتاريخهم الحضاري وتراثهم الوطني، وأيضًا المحافظة على الإرث الحضاري للمملكة. توسع ثقافي أنهى عبدالكريم آل أحمد، أحد المهتمين بدراسة الآثار وجمع التراث من قرية آل عمرة بمحافظة أحد رفيدة تجهيز متحفه الخاص، وشارك في 3 مواسم لاكتشاف قرية جرش الأثرية، ووصف متحفه بالخاص والمتواضع، وأن إنشاءه لم يكن لغرض الاستعراض أو المباهاة؛ بل كان الهدف منه توسيع دائرة الثقافة التراثية في محيطنا الاجتماعي، فهو أشبه ما يكون بمعرض ثقافي صغير يعرض للزائر والضيف أدوات إنسان منطقة عسير القديم ومستلزماته الشخصية، بكافة أصنافها الزراعية منها والمنزلية والتنقلية سواء أكانت صناعتها جلدية أو خشبية أو معدنية. تعريف منقوص حرص آل أحمد على أن تقترن كل قطعة في متحفه بالتعريف المناسب من حيث اسمها وطبيعة استعمالها. لافتا إلى أن معضلة التعريف هي أصعب ما يواجه صاحب أي متحف؛ فالمتاحف الخاصة في منطقة عسير لا تجد فيها التعريف العلمي الدقيق لكل قطعة، وبالتأكيد منها متحفي الذي أعده أيضاً في ذيل قائمة المتاحف الخاصة في المنطقة. وثائق تاريخية قال آل أحمد "حاولت قدر الإمكان تنويع محتويات المتحف فهنالك الوثائق التاريخية تعود أقدمها لعام 1265، وكذلك بعض اللقى السطحية التي تعود للعصر الحجري، واللقى المنقولة عبارة عن مواد من صنع الإنسان يمكن نقلها من مكان لآخر، دون حدوث أي تغيير يذكر على شكلها أو صفاتها، كالأواني وأدوات الزينة والخرز، بالإضافة إلى بعض مخلفات التعدين القديمة، في قسم آخر تجد الصحف القديمة وترجع أقدمها لنحو 100 عام وهي صحيفة "القبلة" المطبوعة في مكة، وأيضاً العملات الورقية والمعدنية المتنوعة بالإضافة إلى الأسلحة القديمة. مصادر أشار آل أحمد إلى أن رحلة البحث شاقة وصعبة ومكلفة ماديا، لكن تمكنت من جمع عدد لا بأس به من القطع التراثية والأثرية، وبالمناسبة أود أن أوضح هنا أن الكلمتين ليستا مرادفتين لبعضهما، فالأثرية تعني القطعة القديمة جدا والضاربة في عمق التاريخ بينما التراثية هي المتصلة بثقافتنا الشعبية. وقد اقتنصت هذه القطع من عدة مصادر، فمن أوساط القرى بالشراء من أصحابها مباشرة، أو عبر الشراء من المزادات، أو عن طريق الإهداء وهذا نادر بطبيعة الحال. الرقي بالمتاحف اوضح آل أحمد أن هناك نوعا من الناس من يقدر قيمة ما هو معروض، وآخرون لا يعتبرونها سوى قطع بالية وخردوات لا تستحق سوى مكب النفايات، وهنا نتحمل نحن أصحاب المتاحف الخاصة مسؤولية الرقي بمفهوم المتاحف الخاصة من خلال تطويرها وعرض القطع بشكل مناسب واحترافي، حتى نستطيع إقناع الزائر بأهمية وقيمة القطعة المعروضة، عملية جمع القطع التراثية ليست مجرد هواية فقط وإنما نواة لدراسة علمية تتناول أدوات إنسان المنطقة التي يستخدمها في حياته اليومية قديماً. دعم يذكر أن الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني تدعم المتاحف الخاصة وفق شروط محددة مرتبطة بجودة الأداء وبحسب المعايير التي وضعتها الهيئة ضمن اشتراطات تصنيف فئات المتاحف الخاصة، لتكون مؤهلة للحصول على ترخيص من الهيئة يؤهلها لمزاولة نشاطها المتحفي واستقبال الزوار، وأيضًا لتكون مؤهلة لتلقي الدعم الفني الذي تقدمه الهيئة، وكذلك الدعم المادي في المستقبل.