أنهت الهيئة العامة للسياحة والآثار تسجيل 20 موقعا أثريا وتاريخيا في منطقة عسير خلال العام الجاري، إلى جانب التعاقد مع إحدى المؤسسات لتسوير المواقع الأثرية بالمنطقة، فضلا عن إنهاء التبتير في مشروع المسح والتوثيق والتبتير لطريق الحج اليمني الأعلى وهو ما يعرف بدرب الفيل من الحدود اليمنية حتى مكةالمكرمة. وأوضح مدير مكتب الآثار بالمنطقة سعيد القرني أن الهيئة ما زالت تعنى بهذه المواقع، كاشفا عن أن مكتب الآثار بالمنطقة ما زال يكتشف العديد من المواقع الأثرية ويتخذ عليها الإجراءات اللازمة. وأضاف "أن الهيئة أكدت على جميع مكاتب الآثار بالمناطق والمحافظات من خلال قطاع الآثار على البحث عن المواقع الأثرية والرفع بها للقطاع لتسجيلها بسجل آثار المملكة حتى يتم اعتماد تسوير وتبتير تلك المواقع واتخاذ الإجراءات اللازمة حيالها، وذلك ضمن خطط وأهداف الهيئة لتسجيل وتوثيق جميع المواقع الأثرية بالمملكة". وأضاف "أن هذه الخطط والأهداف كانت تكملة لما شرعت به وزارة التربية والتعليم عندما كانت الآثار عبارة عن وكالة من وكالات الوزارة، فمنذ عام 1396، بدأت في تنفيذ برنامج مسح أثري شامل لتغطية كافة الموارد الأثرية بالمملكة استمر 5 أعوام، وتم تقسيم المساحة الكلية للمملكة إلى 6 مناطق تتوافق والتوزيع العام لأقاليم المملكة من الناحية التاريخية والجغرافية". واسترجع الذاكرة، قائلا: "إن مسحا شاملا جرى على المواقع الأثرية في المنطقة الجنوبيةالغربية بمنطقة عسير في عام 1400، من قبل فريق من الباحثين إلى جانب توثيقها، إضافة إلى مسح آخر من قبل فريق آخر من الباحثين والمختصين في دراسة النقوش والكتابات العربية في عام، كما أن عام 1427 شهد معاينات لبعض الباحثين والمختصين في مواقع مختلفة، وتسجيل وتوثيق آثار وادي عيا والمقيصرة وشصعة بمحايل عسير". وحول أهم المواقع الأثرية بالمنطقة ما قبل الإسلام، قال القرني:" إن هناك مواقع ما قبل الإسلام، مثل: جبل السر في بني رزام على طريق أبها الطائف ويضم مجموعة من النقوش والرسوم الغائرة التي ربما تعود إلى الألف الخامس حتى الألف الأول قبل الميلاد، والصخرة الغنية بالنقوش والرسوم الغائرة ورسوم الغزلان والخراف التي تشبه إلى حد كبير أسلوب جبة في المنطقة الشمالية. أما المواقع في العهد الإسلامي، فيؤكد القرني أن هناك مواقع أثرية في المنطقة منذ العهد الإسلامي، من أهمها جرش الذي يقع في محافظة أحد رفيدة (جنوبخميس مشيط) ويمثل منطقة استقرار من العصر العربي الجنوبي، وبالموقع نوعان من البقايا المعمارية، أحدهما المباني الضخمة الطراز، ولم يبق منها سوى ارتفاع كتلتين فقط حيث سقط وتهدم الباقي وهذه المعالم واضحة، أما النوع الثاني من طراز المباني فهو من الطوب المحروق، إضافة إلى استخدام اللبن، ولكن تهدم الموقع وزال معظمه وبقي جزء منه على هيئة كومات أو ما يعرف بالتلال الأثرية تضم أطلال المباني". ولفت إلى أنه بخلاف موقع جرش، هنا موقع (400م × 300م)، يعود تاريخه إلى أواخر الألف الأول قبل الميلاد حتى الألف الأول الميلادي، أما الملتقطات السطحية مثل الزجاج وبعض الكسر الفخارية فيمكن إرجاع بعضها إلى فترة العصر العباسي. وعرج إلى مواقع النقوش الصخرية التي تزخر بالعديد منها، وذلك لملاءمة طبيعة المنطقة، مضيفا: "من أهم تلك المواقع، في السودة وتقع شمال فندق إنتركونتنينتال وعليها عدد متنوع من رسوم الحيوانات المختلفة، إضافة إلى هضبة العروس التي تبعد (15 كم) شمال شرق أبها وهي عبارة عن منطقة صخرية ضخمة من الجرانيت، يوجد على الوجه الشمالي الشرقي منها نقوش ثمودية قليلة ورسوم غائرة مختلفة الأشكال والأنواع، وأخيرا جبل حمومة بمحافظة أحد رفيدة، ويمكن تمييز عدة عناصر بهذا الموقع، كبناء على قمة الجبل تبلغ مساحته (15م × 10م) مشيد من كتل حجرية، وأساسات دوائر حجرية بالجانب الغربي للجبل بالقرب من القاعدة، و6 نقوش من الكتابات العربية الجنوبية وبعض الرسوم الحيوانية المختلفة". من جانبه، أوضح المدير التنفيذي للهيئة بالمنطقة عبدالله مطاعن أن الهيئة أقامت فعاليات الآثار الوطنية المستعادة من الداخل والخارج لتوضح حرص واهتمام القيادة الرشيدة لهذا المشروع المهم، لافتا إلى أن أبناء عسير- كغيرهم من أبناء الوطن- أعادوا عددا من القطع الأثرية وتم تكريمهم من قبل رئيس الهيئة في افتتاح الفعاليات، مؤكدا أيضا أن الكثير من مواطني المنطقة ما زالوا يتوافدون على مكتب الآثار بالمنطقة لتسليم ما لديهم.