واصلت طهران التصعيد، ضاربة بكل الأعراف والمبادئ وحتى المعاهدات الدولية عرض الحائط، ومتجاوزة ما يمكن تسميته بالخط الأحمر فيما يتعلق بأنشطة تخصيب اليورانيوم، ومتخطية التزاماتها في اتفاقها المبرم مع القوى الكبرى حول ملفها النووي. تجاوز بدأت طهران، صباح أمس، تخصيب اليورانيوم بمستوى يفوق ال4,5 %، حسب إعلان المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي، وذلك بعدما أعلنت، أول من أمس، عن تخطيها حد 3.7 % في تخصيب اليورانيوم الذي يفرضه الاتفاق النووي الموقع عام 2015. وأضاف كمالوندي «درجة نقاء اليورانيوم (المخصب) الذي تنتجه (إيران) وصلت هذا الصباح أمس الاثنين إلى نسبة 4,5 %، ودرجة النقاء هذه كافية تماماً لتلبية احتياجات البلاد من الوقود لمحطتها النووية». غضب أثار الإعلان الإيراني مواقف دولية غاضبة وقلقة، وأخرى داعية إلى الانضباط والالتزام وتجنب التصعيد، حيث دعا الاتحاد الأوروبي أمس إيران إلى «وقف» كل أنشطتها لتخصيب اليورانيوم المخالفة لالتزاماتها الواردة في الاتفاق المبرم مع القوى الكبرى حول ملفها النووي، وقالت الناطقة باسم الدبلوماسية الأوروبية مايا كوسيانسيتش «نحض إيران بقوة على وقف أنشطتها التي تتعارض مع التزاماتها الواردة في إطار» الاتفاق النووي «والعودة عنها»، مضيفة أن الاتحاد الأوروبي «قلق جدا» إزاء ما أعلنته إيران. وقالت كوسيانسيتش إن الاتحاد الأوروبي «على تواصل» مع أطراف أخرى موقعة على الاتفاق النووي، وهو اتفاق يتضمن ترتيبات، خصوصاً آلية لتسوية النزاعات. تهديد بدوره، حذر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو من أن تخصيب إيران لليورانيوم بمستويات محظورة سيترتب عليه «مزيد من العزل والعقوبات» بحقها. ونددت الدول الأوروبية الثلاث الموقعة على الاتفاق (بريطانيا، فرنسا، ألمانيا) أيضاً بإجراء إيران الأخير. وحضت كل من لندن وبرلين في بيانين منفصلين طهران على العودة عن قرارها، فيما أعربت باريس من جهتها عن «قلقها الشديد» من القرار الإيراني وطلبت من طهران الكف عن أي نشاط «لا يتوافق» مع الاتفاق. قلق أعرب الكرملين أمس عن «قلقه» من قرار طهران البدء بتخصيب اليورانيوم بمستوى يحظره الاتفاق الدولي حول البرنامج النووي الإيراني، داعياً إلى «مواصلة الحوار». وأعلن المتحدث باسم الكرملين ديميتري بسكوف «روسيا تريد قبل كل شيء مواصلة الحوار وبذل الجهود على المستوى الدبلوماسي». وأكدت إيران الأحد أنها بدأت تخصيب اليورانيوم بمستوى يحظره الاتفاق الدولي حول البرنامج النووي الإيراني، ما قوض أكثر الاتفاق الذي تم التوصل إليه عام 2015، رداً على انسحاب الولاياتالمتحدة بشكل أحادي الجانب من الاتفاق في مايو 2018 وفرضها عقوبات على طهران. وأدى انسحاب الولاياتالمتحدة إلى عزل طهران بشكل شبه كامل عن النظام المالي الدولي وخسارتها معظم زبائنها من النفط. دعوة دعت اليابان أمس، إيران إلى الالتزام بتعهداتها في إطار الاتفاق النووي بعد إعلانها أنها تجاوزت السقف المحدد لها لتخصيب اليورانيوم بموجب الوثيقة التي وقعت عام 2015. وقال نائب كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني ياسوتوشي نيشيمورا في مؤتمر صحفي «نحن قلقون بشدة بشأن قرار إيران» مضيفا «نشجع إيران بقوة على الالتزام بالاتفاق النووي والعودة فورا إلى التزاماتها وتجنب أي خطوات أخرى من شأنها تقويض الاتفاق النووي.» مواقف دولية - إيران التخصيب يتجاوز 4.5 % ولن نقف عند حدود 3.7 % المتفق عليها - أميركا التخصيب المحظور سيترتب عليه مزيد من العزل والعقوبات - بريطانيا نندد بالخطوة الإيرانية - فرنسا قلقون بشدة ونطالب طهران بالكف عن تجاوزاتها - ألمانيا ندعو إيران للعودة عن قرارها - روسيا قلقون وندعو إلى مواصلة الحوار - اليابان ندعو طهران للالتزام بتعهداتها