قالت إيران أمس إنها سترفع نسبة تخصيب اليورانيوم لأعلى من المستوى الذي يجيزه الاتفاق النووي الموقع في 2015، فيما دعا الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى توجيه تحذير لها في الوقت الذي يضغط فيه على إيران لحملها على إعادة التفاوض على الاتفاق. وقال مسؤولون إيرانيون كبار إن طهران ستواصل تقليص التزاماتها كل 60 يوماً ما لم تتحرك الدول الموقعة الأخرى على الاتفاق لحمايته من العقوبات الأميركية التي فرضها الرئيس الأميركي بعد انسحابه من الاتفاق العام الماضي. وقال بهروز كمالوندي المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية «نحن على استعداد تام لتخصيب اليورانيوم لأي مستوى وبأي كمية». ووجه ترمب تحذيراً لإيران، وقال «من الأفضل لإيران توخي الحذر». وأضاف الرئيس الأميركي، «إيران تفعل الكثير من الأشياء السيئة»، وأكد «لن تمتلك إيران سلاحاً نووياً أبدا». وفي مؤشر على تزايد القلق، عبرت فرنساوألمانياوبريطانيا، وكلها أطراف في الاتفاق، عن مخاوفها بشأن قرار إيران. كما دعا الاتحاد الاوروبي الاثنين إيران الى وقف كل أنشطتها لتخصيب اليورانيوم المخالفة لالتزاماتها الواردة في الاتفاق المبرم مع القوى الكبرى حول ملفها النووي. وقالت الناطقة باسم الدبلوماسية الاوروبية مايا كوسيانسيتش «نحض إيران بقوة على وقف أنشطتها التي تتعارض مع التزاماتها الواردة في إطار الاتفاق النووي والعودة عنها»، مضيفة أن الاتحاد الاوروبي قلق جدا إزاء ما أعلنته إيران في نهاية الاسبوع. وأكدت المتحدثة خلال مؤتمر صحافي يومي للمفوضية الأوروبية في بروكسل أن هذه الدعوة الأوروبية تتضمن «لكف عن إنتاج اليورانيوم المخصب بأعلى من حد 3,67 % المنصوص عليه في الاتفاق النووي الإيراني. وأعلنت إيران الاثنين أنها تخطت نسبة 4,5 % في تخصيب اليورانيوم. وقالت كوسيانسيتش إن الاتحاد الأوروبي «على تواصل» مع أطراف أخرى موقعة على الاتفاق النووي بدون أن تعطي مزيداً من التفاصيل. وأشارت إلى أن الاتفاق يتضمن ترتيبات، خصوصاً آلية لتسوية النزاعات. وحذر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو من أن تخصيب إيران لليورانيوم بمستويات محظورة سيترتب عليه المزيد من العزل والعقوبات بحقها. ونددت الدولة الأوروبية الثلاث الموقعة على الاتفاق (بريطانيا، فرنسا، ألمانيا) أيضاً بإجراء إيران الأخير. وحضت كل من لندن وبرلين في بيانين منفصلين طهران على العودة عن قرارها، فيما أعربت باريس من جهتها عن «قلقها الشديد» من القرار الإيراني وطلبت من طهران الكف عن أي نشاط «لا يتوافق» مع الاتفاق. حيث استنكر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون القرار، وقال: «الخطوة انتهاك للاتفاق». وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية البريطانية إن إيران خالفت بنود الاتفاق النووي الموقع في 2015 وعليها التوقف فوراً والعدول عن أنشطتها. وحث الاتحاد الأوروبي إيران على وقف التصرفات التي تقوض الاتفاق النووي قائلا إنه على اتصال بالأطراف الأخرى الموقعة على الاتفاق وقد يؤسس لجنة مشتركة لبحث القضية. من جهتها، أعربت الصين أمس الاثنين عن أسفها لقرار إيران زيادة نسبة تخصيب اليورانيوم بما يتخطى الحد المسموح به بموجب الاتفاق النووي. وأشار المتحدث باسم الوزارة الخارجية الصينية قنغ شوانغ إلى أن حل المسألة النووية الإيرانية ينبغي أن يتم بالطرق الدبلوماسية، مبينا أن بلاده تدعو جميع الأطراف المعنية إلى ضبط النفس. ومن ناحيته، أعرب الكرملين الاثنين عن قلقه من قرار طهران البدء بتخصيب اليورانيوم بمستوى يحظره الاتفاق الدولي حول البرنامج النووي الإيراني، داعياً إيران إلى مواصلة الحوار. وأعلن المتحدث باسم الكرملين ديميتري بسكوف في مؤتمر صحافي أن «روسيا تريد قبل كل شيء مواصلة الحوار وبذل الجهود على المستوى الدبلوماسي»، متهماً الولاياتالمتحدة بأنها المسؤولة عن التوتر الحالي.