اختتمت منافسات دور المجموعات لبطولة كأس الأمم الإفريقية في كرة القدم، المقامة في مصر حتى 19 يوليو، باكتمال عقد ثمن النهائي مع 16 منتخبا ستواصل التنافس على لقب النسخة الأكبر من البطولة. وشهدت منافسات البطولة التي يشارك فيها للمرة الأولى 24 منتخبا بدلا من 16، محطات نجاح وإخفاق، في ما يأتي عرض لأبرزها: نجومية يعول نحو 100 مليون مصري على النجم محمد صلاح لقيادة المنتخب إلى تعزيز رقمه القياسي، وإحراز اللقب للمرة الثامنة في تاريخه، والأولى منذ 2010. في المباراة الافتتاحية ضد زيمبابوي (1/صفر)، بدا صلاح دون المستوى، الذي قدمه مع فريقه ليفربول في الموسم المنصرم وتوجه بإحراز لقب دوري أبطال أوروبا، قبل نحو 3 أسابيع من انطلاق منافسات البطولة الإفريقية. كان صلاح أفضل وسجل مرتين في المباراتين التاليتين ضد الكونغو الديموقراطية وأوغندا، لكن الاسمين اللذين برزا في صفوف المنتخب في المباريات الثلاث كانا الجناح محمود حسن "تريزيجيه" والظهير الأيمن القائد أحمد المحمدي. حرك تريزيجيه لاعب قاسم باشا التركي، الهجوم. سجل الجناح الأيسر هدف المباراة الأولى بمجهود فردي، ومنح صلاح تمريرة حاسمة رائعة افتتح على أثرها سجله التهديفي في المباراة الثانية، وكرر السيناريو في المباراة الثالثة مطلقا لاعب ليفربول في انفراد تصدى له ببسالة حارس أوغندا دينيس أونيانجو. إلى ذلك، سجل المحمدي هدفا في كل من المباراتين الثانية والثالثة، في دور هجومي متزايد عزاه اللاعب الذي ساهم بعودة فريقه أستون فيلا إلى مصاف الدوري الإنجليزي الممتاز، إلى فلسفة هجومية ل"الرّاجل (باللكنة المصرية)"، أي المدرب المكسيكي للمنتخب خافيير أجيري. سطوة رضت منتخبات شمال القارة نفسها الرقم الأصعب في الدور الأول، مصر، المغرب، والجزائر تأهلت إلى ثمن النهائي بقاسم مشترك: علامة كاملة من 3 انتصارات في 3 مباريات، وشباك نظيفة لكل من محمد الشناوي "مصر"، ياسين بونو ومنير الكجوي "المغرب"، ورايس مبولحي " الجزائر". على صعيد التهديف، كان المغرب الأكثر تحفظا بين المنتخبات الثلاثة، واكتفى بهدف في كل مباراة، لكن ما يشفع لأسود الأطلس هو خوضهم منافسات "مجموعة الموت" الرابعة ضد ساحل العاج وجنوب إفريقيا وناميبيا. في المقابل، أطلق المدرب الجزائري جمال بلماضي رباعيا استثنائيا في المقدمة يتمثل برياض محرز وسفيان فجولي ويوسف البلايلي وبغداد بونجاح، والجزائر هي الوحيدة التي تشارك ب "فريقين" متساويين، في إشارة إلى دكة بدلاء توازي فعاليتها الأساسيين، بعد الفوز على تنزانيا 3/صفر في الجولة الثالثة في مباراة أجرى فيها بلماضي 9 تغييرات. علامة الاستفهام الأكبر لا تزال تحيط بتونس، الأفضل تصنيفا على المستوى الإفريقي بين المنتخبات العربية، والتي تأهلت إلى ثمن النهائي بشق النفس بثلاث نقاط فقط من ثلاثة تعادلات. تألق حجزت مدغشقر مكانها في صدارة المجموعة الثانية، في مشاركتها الأولى، على حساب أوزان إفريقية مثل نيجيريا، وغينيا . خرج المنتخب صاحب المركز 108 عالميا، متفوقا في مجموعته بمفاجأة كبرى على حساب نيجيريا (2/صفر) وبوروندي (1/صفر)، وتعادل مع غينيا (2/2)، ويستعد لملاقاة جمهورية الكونغو الديموقراطية في الدور ثمن النهائي لمواصلة المغامرة. التلميذ بيبي دخل منتخب ساحل العاج المنافسة كأحد المرشحين للذهاب بعيدا، وإحراز لقبه الثالث بعد 1992 و2015، بقيادة المدرب إبراهيم كامارا، تلميذ هيرفيه رونار، الذي قاد "الفيلة" إلى لقبهم الأخير في البطولة القارية. لكن التلميذ في التشكيلة العاجية بدا أنه نيكولا بيبي، لاعب نادي ليل الفرنسي، المفارقة أن العاجيين قدموا أفضل أداء لهم في مباراة غاب عنها بيبي، أي في الجولة الثالثة للمجموعة الرابعة ضد ناميبيا (4/1). صيف وحرارة وعشب تقام البطولة القارية للمرة الأولى خلال فصل الصيف، بعدما قرر الاتحاد الإفريقي نقلها إلى نهاية الموسم الكروي لاسيما في أوروبا، لتفادي الاعتراضات على تحرير اللاعبين في خضم منافسات الأندية، التوقيت الجديد انعكس سلبا على اللاعبين، الذين باتوا يضطرون لخوض مباريات في ظل درجات حرارة تتخطى أحيانا 35 %. انتقد بعض المدربين، لاسيما رونار، عدم اعتماد الحكام معيارا موحدا في استراحات شرب المياه خلال المباريات، ما كان له أثر سلبي على اللاعبين، لاسيما في المباريات التي كانت تقام في فترة بعد الظهر. إلى ذلك، أشاد مدربون آخرهم، بينهم الهولندي كلارنس سيدورف " الكاميرون" بنوعية العشب في الملاعب المصرية المضيفة، على عكس الشكاوى التي كان يبديها لاعبون ومدربون في بطولات قارية سابقة. إحصائيات الدور الأول 26 انتصارا في الدور الأول مقابل 10 تعادلات مصر والمغرب والجزائر الأكثر تحقيقا للفوز بورونديوتنزانيا وناميبيا الأكثر تعرضا للهزائم 68 هدفا سجلت في الدور الأول 1.89 هدف معدل التسجيل في المباراة الواحدة 6 أهداف للجزائر ومالي كأعلي تسجيلا 114 بطاقة صفراء و3 حمراوات